حوارات

25-04-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

تسعى أغلبية الناس لرفع شأنها في حياتها الخاصة والعامة وسيعمل هؤلاء على تحقيق رفعة الشأن إما بتطوير ذاتهم أو بالعمل على كسب مهارات مختلفة ستجعلهم أناساً أفضل من قبل، لكنني أعتقد أنّ أسهل طريق لرفع شأن المرء لدى نفسه،وامام الاخرين وفي المجتمع سيتمثل في سعيه إلى ترسيخ الشفقة في عقله وقلبه في عالم يمتلئ بالقسوة، وان يستوعب الانسان أهمية التعاطف مع الآخرين حوله أو من يقابلهم، ويتعامل معهم في حياته العامة، فيدرك الانسان السوي أنّ أغلب من سيتعامل معهم خارج نطاق أسرته هم أناس، ربما يمرون بتجارب مختلفة وبعض هذه التجارب قاسية للغاية، وتكاد تمتلأ حياة البعض بالصعوبات والمشكلات والتحديات المصيرية اليومية التي لا يبدو ان حلولا ممكنة تتوفر لها.
من هذا المنطلق، يجدر بالمرء السوي نفسياً، والمستقيم أخلاقياً، أن يسعى الى عيش حياة بناءة تزخر بالرحمة والتعاطف، وترتكز على التفهّم المنطقي لما يمر به الآخرون من ظروف، وما يجدون فيه أنفسهم من حالات نفسية وبدنية واسرية واجتماعية صعبة.
بالطبع، ستؤدي ممارسة التعاطف مع الاخرين إلى إثراء الحياة الشخصية للفرد بكثير من التجارب الايجابية، اذ سيحصل الانسان المتعاطف على مستوى التعاطف والتسامح نفسه من الاخرين، فمن فرّج عن كرب أخيه الانسان سيفرّج الله، عز وجل، عنه كربه وسيمكنه من التغلب على مصاعب الحياة وتحدياتها المختلفة.
لا يمكن في أي حال من الاحوال، ووفقاً لما يمليه المنطق الاخلاقي الكوني، ألاّ تتحول حياة الانسان المتعاطف والمُشفق على الاخرين والليّن معهم والمتسامح إلى كيان إنساني يزخر بالحب وبالعطف وبتسّهيل الامور وبمرونة الحياة الخاصة والعامة.
لن ينقص من الانسان شيئاً إذا زاد من تعاطفه ورحمته وعطفه على منهم أقل منه حظاً في الدنيا، فالتعاطف قوة نفسية تتصل بطبيعة الشخصية الانسانية، فإذا كان المرء إنساناً سوياً وحليماً وايجابياً في فطرته زادت قدرته على التعاطف مع الآخرين المُبتلين، وإذا حصل العكس، وتعمد أحدهم ممارسة القسوة والجفاء والتعجرف مع الآخرين فسيكشف ذلك عن تعسه وقلة حظه، وربما شقاءه، والعياذ بالله.

كاتب كويتي