البحوث والتجارب

18-04-2018

تتصاعد المخاوف حول البحوث والتجارب التي تتسارع لإحلال السيارات ليس فقط الكهربائية وإنما أيضاً ذات السائق الآلي، وتأتي المخاوف من الخطوات المبدئية لتجربة هذا التطبيق، والأنباء المقبلة من الولايات المتحدة الأميركية عن حادثة دهس امرأة من قبل سيارة بسائق آلي، وتأتي المخاوف تجاه هذه الخطوة كما في كل الخطوات التغييرية التي ميزت تاريخ البشرية، ابتداءً من ترويض الحيوانات لاستخدامها في طي المسافات مروراً باختراع العجلات والسيارات التي كان ينظر إليها في المجتمعات البشرية بالكثير من الشكوك ومن ذلك تلقيبها بحمار الشيطان.

الأسئلة الفلسفية التي تثيرها السيارة الذاتية القيادة تتلخص في: هل تسلم قيادك وربما أطفالك أيضاً للآلة تأخذ عنك قرار المضي أو الانحراف عن دهس هدف بشري أو عائق؟ أيضاً هل للآلة وعي وضمير ومخاوف تدفعها للتوقف عن دهس الأحياء أو التضحية بركابها؟ أو بالأحرى هل يمكن برمجة الآلة لتتمثل فعل الضمير والخوف؟ وأيضاً هل بوسع الذكاء الآلي مهما انحبكت وتشعبت المعلومات المشحوذة فيه أن يضاهي الذكاء البشري؟ وأبسط مثال على ذلك فعل قيادة السيارة واتخاذ قرار النفاذ من طريق فرعي لأحد الطرق السريعة.

بالدراسة اتضح للعلماء أن الدماغ البشري يقوم بعمليات معقدة يتوصل من خلالها لتحديد اللحظة المناسبة للنفاذ بين سيل السيارات المندفع على الطريق السريع. عمليات لا تخطر على بال تتم في صمت الدماغ والذي لا يزال كوناً غامضاً للدارسين لم يتوصلوا بعد لفهم ولا نسبة ضئيلة من أسراره العظيمة. وهذا فقط موقف من مواقف مُرَكَّبَة لا تُحصى يواجهها السائق خلف المقود، وبالتالي كيف يمكن برمجة آلة لتقوم بمثل تلك الوظائف المعقدة؟

هذا وباستثناء الولايات المتحدة الأميركية والصين تحترس الدول من تسليم المقود للآلة، إذ تعلن فرنسا بأنها لن تسمح للسيارات ذاتية القيادة بالدخول للمدن وإنما يمكن تجربتها على الطرق خارج التجمعات البشرية، وإن الجمهور ليفاجأ بتلك الحافلة الصغيرة التجريبية التي تتسع لستة ركاب فقط تخرج من غابة بوا دوفنسنت شرق باريس، حافلة مستقبلية تدار بالكامل بالكهرباء وبسائق آلي، ولا يترك العنان لتلك الحافلة وإنما يحدد لها مساراً منضبطاً لتحمل الركاب المتحمسين للتجريب والمغامرة تحملهم من وسط الغابة لخارجها ضمن مسار محاط بالحواجز الإسمنتية تراقب تلك الحافلة يتحداها بعض المغامرين بالاندفاع في طريقها وتجدها تتوقف تلقائياً وبأناقة وهدوء، ترى في تلك الحافلة المستقبل metronidazole تحكمها الآلة بينما يتصدر البشر في المقاعد الخلفية يستغلون الوقت في إنجاز أعمالهم المكتبية أو قراءة كتبهم المفضلة أو تصفح الإنترنت. تدريجياً سيتحول البشر لسادة بعبيد من الآلات. لكن وبالنهاية يمكن القول إن اليوم الذي سنجد أنفسنا فيه منقادين بسائقين آليين لا يزال بعيداً.