حق الكفيف في القراءة

19-04-2018
شيماء المرزوقي

بين كل 200 نسمة يوجد كفيف واحد تقريباً، بحسب الاتحاد العالمي للمكفوفين، وهو ما يعني وجود 39 مليون كفيف على وجه الأرض، كما أن 246 مليون نسمة من بقية سكان العالم يعانون إعاقة بصرية شديدة تحد من قدرتهم على الرؤية.
ووفقاً للتقديرات المتوفرة، فإن هؤلاء يطّلعون على ما نسبته 10 في المئة فقط من المعلومات المكتوبة والأعمال الأدبية التي يستطيع المبصرون قراءتها، كما ورد في كلمة العام الماضي للمدير العام لليونيسكو إيرينا بوكوفا، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف 23 إبريل/ نيسان من كل عام.
هذه المعلومات تجعلنا نتوقف أمام أهمية توفير البديل الملائم لهذا العدد غير القليل ممن لا يستطيعون قراءة ما هو متوفر للمبصرين.
يستطيع المكفوفون اليوم استخدام الإلكترونيات، بوسائل وسبل مختلفة، كالبرامج الناطقة التي تثبت في الحواسيب والهواتف وأجهزة الألواح الذكية فتترجم ما هو مكتوب إلى مقروء وفق ضوابط وشروط، إضافةً إلى الأسطر الإلكترونية التي تحوّل ما في الشاشات إلى لغة «برايل» حتى يسهل قراءتها بواسطة اللمس، وهي اللغة التي يقرأ بها المكفوفون. ولهذا صار من المهم والضروري والممكن توفير هذه الكتب بشكل يتيح لهم قراءتها.
وإذا ما عرفنا أن تلك البرامج الناطقة لا يمكن لها أن تقرأ أي ملف إلكتروني، فلا بد من التنسيق مع الجهات المصنّعة لهذه البرامج بما يتيح للمكفوفين إمكانية قراءة ما يُباع من كتب إلكترونية، إذ تستطيع المكتبات الرقمية أن تراعي بعض الضوابط، ويستطيع مبرمجو هذه البرامج الناطقة أن يصلوا إلى نقطة وسطى، بحيث لا يخسر أيٌّ من الطرفين الجانب الأمني الذي يقدم لهما مساحة الخصوصية التي يريدانها، كما يتيح للمكفوفين كتباً رقمية أفضل وبرامج يمكن أن تكون شاملةً في القراءة. وهو ما يجب أن توفره لهم الصحف اليومية والدوريات التي لها مواقع على شبكة الإنترنت.
من جانب آخر، فقد عمدت بعض الجهات العربية إلى تقديم كتب مسموعة، وهو ما فتح مجالاً جديداً للمكفوفين قبل ظهور هذه الأسطر الإلكترونية والبرامج الناطقة، كان للإمارات العربية المتحدة نصيب كبير منها، كالمجمع الثقافي ودار المسبار، و«مسموع» المنصة التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة قبل عام، وبعض المنتديات والمواقع الإلكترونية إذا ما غضضنا النظر عن الأخطاء اللغوية التي تشوب بعض الكتب الصوتية الصادرة عن جهات غير متخصصة.
تجربة الكتاب المسموع التي تصدرها الجهات الرسمية أصابها الوهن أو الكسل أو ربما اليأس، إذ قل إنتاجها كثيراً وما زالت تقدّم الكتب التراثية في الغالب، فيما تغفل كثيراً النتاج الجديد في شتى المجالات، وهو ما يبحث عنه القارئ العربي اليوم.
نحن بحاجة إلى الاطلاع على التجارب الغربية في هذا المجال، إذ تعج المكتبات الإلكترونية بالكتب المسموعة باللغات الأجنبية، فيكفي أن نقول إن موقع «أمازون» وحده يحتوي ما يقارب 460 ألف عنوان للكتب المسموعة على سبيل المثال.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com