الغرب والروبوتات

19-04-2018
جون ثورنهيل *

ربما الوقت أصبح ملائماً الآن لكي نكون جميعاً قد تعلمنا حب الروبوتات كما هو الحال مع العديد من الآسيويين، ففي الغرب، تتكلم وسائل الإعلام عن الروبوتات بكل سوء، ويتركز الحديث في الإعلام الغربي عن أن الروبوتات سوف تسرق وظائفنا، ناهيك عن أنها سوف تنسف إنسانيتنا، إلى حد أصبح يمكن معه وصف الموقف العام على أنه شبيه بسلسة أفلام Terminator الشهيرة التي تحاول فيها الآلات القضاء على البشرية والحلول مكانها. ورغم ذلك فإن الوضع في آسيا يبدو مختلفاً، حيث إن الروبوتات تتصدر المشهد هناك وتحظى بشهرة أكبر، خصوصاً في اليابان وكوريا الجنوبية والصين. وبغض النظر عن التحليلات الاقتصادية المثيرة التي تشير إلى الآثار السلبية للروبوتات على الاقتصاد العالمي، فقد أصدر بنك التنمية الآسيوي تقريراً قبل أسابيع أشار فيه إلى أن ثورة الروبوتات تخلق المزيد من الوظائف.
أجرى التقرير الذي أصدره البنك تحليلاً عميقاً لـ 12 دولة آسيوية بين العامين 2005 و2015، وخلص إلى أن الطلب المتزايد على التقنيات المتطورة التي تتضمن الروبوتات والذكاء الاصطناعي، أدى إلى ارتفاع معدل الوظائف المعروضة، فضلاً عن أن تبني التكنولوجيا الحديثة في المصانع أدى إلى زيادة الإنتاجية وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي. ذلك التحول خلق وفقاً لتقديرات البنك أكثر من 134 مليون وظيفة، مقابل 101 مليون وظيفة تمت خسارتها بسبب تبني التقنيات الحديثة. السؤال الأهم هنا، لماذا تتباين التوجهات الخاصة بتبني التكنولوجيا بين الشرق والغرب؟ الإجابة تكمن في الطريقة التي ينظر بها إلى تلك الثورة الحديثة.
أخبرني أحد الأصدقاء من اليابان أن ثقافة الروبوتات بدأت في اليابان منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث إنه من الجيل الذي اعتاد على مشاهدة أفلاك الكرتون التي تظهر الروبوتات بمظهر البطولة، ما أدى إلى إنشاء ثقافة صديقة لتلك الروبوتات، ما دام أنه يمكن للإنسان في النهاية التحكم فيها وتوجيهها بالطريقة التي يراها مناسبة، فهي في النهاية لخدمة البشرية، وليست كما يصوره الإعلام الغربي على أنه العدو الأوحد. من خلال العديد من الآراء، يمكنني استنتاج أن هنالك نوعين من الروبوتات، أولها الذي يمكن أن يقوم بعمل الإنسان، والنوع الآخر الذي يمكن أن يكون مساعداً للمهام التي يقوم بها الإنسان، أما التركيز الأكبر فإنه ينصب على النوع الأول، بدون التركيز على فوائد النوع الثاني، حيث يمكن للنوع الثاني التعامل مع الأشياء التي لا يحبذ الإنسان مثلاً العمل فيها. الأهم من هذا كله، أنه يترتب على الغرب أولاً النظر إلى هذه التكنولوجيا من زاوية مختلفة، ومن ثم البحث في فوائد ومخاطر الروبوتات.

* فاينانشيال تايمز