خورفكان في قلب سلطان

19-04-2018
أحمد علي الحمادي

«يا حادي الركب طول السير أضناني.. قف بي تمهل فهذه خورفكانِ، مدينة السحر قد طاف الجمال بها.. وماؤها العذب يروي كل ظمآنِ»
الحدث الكبير الذي أسعد قلوب أهل الشارقة والإمارات كلّها وأدخل البهجة في النفوس؛ لتكون بهجة فريدة من نوع خاص، تمثل في الطريق العالمي الجديد ما بين الشارقة وخورفكان أحد أضخم المشاريع الحيوية والتنموية، والذي لا يحتاج منّا إلا 45 دقيقة؛ لنكون في مدينة لطالما منحتنا السعادة والمتعة والشاطئ الساحر والجو البديع.. مدينة خورفكان.
خورفكان الحاضرة دائماً في قلب سلطان،عروس البحر، الآسرة الفاتنة، التي ما زرناها يوماً صغاراً لرؤية الأهل والأقارب والأحباب إلّا وقعنا في شباك سحرها الاستثنائي وأجواء بحرها وجبالها ومزارعها وعيونها المائية وخصوصيتها المتفردة، والشجن الذي يغمرنا ونحن نغادرها ما كان يهدئه إلاّ عبوات نملؤها بمياه خورفكان العذبة؛ لنشرب منها طوال طريق العودة الطويل.
وها هو الطريق الطويل يُطوى، ويُختصر الدرب ويصبح الوصول سهلاً يسيراً...
فمنذ أيام قليلة افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، المرحلة الأولى من طريق خورفكان البالغ طوله 89 كيلومتراً بتكلفة إجمالية بلغت 5 مليارات و500 مليون درهم.
هذا الطريق الذي استدعى إنشاؤه أصدق وأنبل صور العزيمة والإصرار والإرادة التي لا تلين ولا تخبو.. الإرادة التي تليق بسلطان الخير والعطاء.. حكاية هذا الطريق، حكاية إنسان صدق في نيته وعزمه فذلّل الخالق له كل صعب وشديد، هذا الطريق الذي لطالما وقفت جباله وعرة شاهقة أمام أهل شيص عن بقية المناطق، وقد خبره الدكتور سلطان وخبر وعورته وحلم طويلاً بتذليله لأجل أبناء شعبه...
يقول سموه في حديثه عن حكاية هذا الطريق أنه حينما عبّر لوالي شيص خميس النقبي عن رغبته في إنشائه أجابه الوالي بأن تكلفته ستكون عالية، فردّ سموه:«والله مهما كانت التكلفة ولو وضعنا كل ميزانية الشارقة» وسعى بجدّ لسنوات طوال مع شركات ومهندسين أكدوا لسموه مراراً استحالة الأمر وصعوبته؛ لكنه ظلّ مصرّاً حتى تحقق الحلم.
الحلم العظيم الذي يسر حياة شريحة كبيرة من أهالي شيص وخورفكان والشارقة والمدن التي بينهم، الحلم الذي سينعكس على الناس والبيوت والمؤسسات والسياحة والتنمية والتطوير في كافة مجالاتهم.
ولكن الأحلام الجميلة والكبيرة تحتاج إلى الأقوياء الذين تلين لهم الجبال، تلك الجبال التي وصفها سلطان العزيمة والإرادة بأنها تحدته من الأرض ومن السماء حينما كانت تقف في وجه طائرته لتعبر المكان.
وتزامناً مع بشارات الخير يوم السبت الماضي يوم افتتاح الطريق الجديد، كان إعلان سموه عن مكرمة جديدة للعاملين في حكومة الشارقة من غير المواطنين؛ حيث أمر بزيادة 10% على مرتباتهم على أن تبدأ بأثر رجعي من الأول من يناير 2018، فهذه لفتة ذات بعد إنساني وتقدير كبير لكافة الكوادر البشرية العاملة في حكومة الشارقة، التي تقدم من خبراتها وعطائها لرفعة الإمارة.
وسموه في كل يوم يضرب لنا مثالاً من العطاء الذي يعم الجميع دون استثناء، فهاجسه الأول توفير الاستقرار وتأمين متطلبات الحياة والعمل على تسهيل المعيشة للمواطنين والمقيمين على حدّ سواء.
وهكذا يمر اسم سلطان كما تمر سحائب ثقلى بعطايا الخير تثري الحياة وتنعش الروح لبذل المزيد من العطاء والإحسان..
فسلطان مدرسة في موازنته لكل احتياجات شعبه واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، فزيارة واحدة للشارقة وسترى في كل بقعة منها أثراً لجهود جبارة لأجل الإنسان وأمنه واستقراره وتنميته ورفاهيته...
فشكراً أيها الوالد والقائد والقدوة والإنسان الرحيم والحاكم العادل والمثقف المبدع.. منحت الكثير وذللت الصعاب، وأحببت الجميع، وألنت لنا الجبال، فألان الخالق لك كل صعب وعسير.

Ahmed.alhammadi707@gmail.com