مَنْ يَحْتَرٍمُ نَفْسَهُ لاَ يَلِيقُ بِهِ التَّذَلُّلُ حوارات

18-04-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يجدر بالانسان السوي، وبخاصة من يحترم نفسه ويعرف قدره وقيمته الاخلاقية النأي تماماً عن التذلل والخنوع للآخرين، فلا يستوي الاحترام مع الشعور بالذل وبالتصاغر أمام الآخرين، فمن يعرف قدر نفسه ويحترم كيانه الانساني ويدرك جيداً قيمته الاخلاقية سيبتعد، قدر ما يستطيع، عن وضع نفسه في ظروف وأوضاع تجعله يشعر بالندم لاحقاً، فكيف بالمرء العاقل والسوي والمستقيم أخلاقياً ان ينطق لسانه بما هو متذلل وكيف به أن يتصرف بشكل مُهين تجاه نفسه ويقبل عليها وقاحة بعض الناس وتكبرهم وعنجهيتهم؟ ويُمكن لأحدهم التزام مبادئ سلوكية وأخلاقية ويعتنق طرق تفكير معينة ستحميه من التذلل لكائن من كان، ومنها بعض التالي:
-كلما تذلل المرء لأحدهم نزل قدره لدى من يتذلل لهم.
-كلما اعتمد الانسان على نفسه وتولى جميع أمره تحرر من طغيان المتعجرفين والمتكبرين.
-خير للانسان السوي وبخاصة من يعتز بنفسه وبكرامته الانسانية الاختفاء من على سطح الكوكب، ولا أن يُصِّغِرَ خدّه لكل من سيهب وسيدب في حياته الخاصة والعامة.
-ليس مطلوباً من الانسان المُخلص والوفي إظهار اخلاصه ووفائه عن طريق التملق والتذلل للآخرين، وذلك لأنّ المرء يعمل ما هو حسن وفقاً لما هو مُقتنع به وليس بهدف كسب رضى الآخرين عنه.
– لا يليق اطلاقاً بمن يريد كسب أحترام نفسه واحترام أبنائه وبناته وأهله له أن يساهم في تنميط التذلل والتصاغر والتملق للآخرين ويبررها لمن هم حوله على أنها أمور مقبولة اجتماعياً!
-التطبيل لذوي الجاه والثروة بدايته التذلل وفقد الاحترام الذاتي ونهايته كراهية النفس.
-يوجد فرق بين البر بالوالدين وبين التذلل للآخرين، فالأول إيفاء أخلاقي بما هو مُستحق، والثاني هدر طوعي للكرامة الانسانية.
-العُزلة الاختيارية أفضل مليون مرّة من الانغماس في النفاق والتملق بزعم التواصل الاجتماعي!
-يجدر بالانسان السوي تربية أبنائه وبناته منذ الصغر على الحفاظ على كرامتهم الانسانية وعلى تحصين قلوبهم وعقولهم وألسنتهم عن الوقوع في شرور التذلل والخنوع والتملق للآخرين.
-من يُهين نفسه بالتذلل للآخرين ربما سيقبل عليها لاحقاً كل ما هو سافل ودنيء.

كاتب كويتي
@aljenfawi1969