استراتيجية العلوم المتقدمة

18-04-2018
ابن الديرة

تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيه من قيادتها الحكيمة، جهوداً جبَّارة في صبغ المجتمع على اختلاف مكوناته ومؤسساته، بصبغة علمية متطورة، تأخذ من المعارف والابتكارات والمخترعات العلمية ما يناسب بيئتها وواقعها وتطلعاتها إلى المستقبل، بحيث يجد كل مواطن فيها مكانه المناسب الذي يجد نفسه فيه، ويجد البيئة المثالية التي تحتضن واقعه وتنقله بانسيابية إلى المستقبل، الحلم الذي يتمنى أن يعيش، ليبدأ ترتيب حياته المستقبلية بقراءات علمية تستند إلى الواقع وتمتد عبر آفاق المستقبل إلى أوسع رحاب ممكن.
هذه البيئة العلمية المناسبة لكل طموح مرحلي وعمل مستقبلي منتظر، هي بالضبط ما منعت شبابنا من أن يتغرب وهو يعيش داخل بلده، كما حدث لكثير من الشباب العرب الذين درسوا وتسلحوا بأرقى الشهادات العلمية، لكنهم لم يجدوا في بلادهم البيئة المناسبة التي تحتضن إبداعاتهم وترعى تطلعاتهم إلى الغد الأفضل الذي ينشدونه، فاضطروا للبحث في الخارج، ووجدوا ملاذهم وكل السبل المهيأة ليعملوا ويبدعوا، فزرعت دولهم وحصدت دول الغرب، من الأيدي العربية الماهرة الكثير، حتى باتوا أساتذة في جامعاتهم يعلّمون أبناءهم، وعلماء يبحثون ويخترعون ويبدعون.
شباب الإمارات لم يتغرب، ولن يتغرب، لأن دولته حريصة على توفير البيئة المناسبة التي ينشدها لينمي ملكاته ومواهبه ومعارفه، ويصبح إنساناً نوعياً جديراً بأن يحمل شرف الانتماء للوطن وقيادته الرشيدة، وعلومه سيجد الأماكن المناسبة لتطبيقها والاستفادة منها، وفي هذا الإطار جاء إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أجندة الإمارات للعلوم المتقدمة 2031، واستراتيجية 2021 للعلوم المتقدمة المنبثقة عنها.
الأجندة هنا تهدف إلى توظيف العلوم المتقدمة في تطوير وابتكار حلول للتحديات التي ستواجهنا مستقبلاً، إلى جانب دعم جهود الحكومة الرامية إلى تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071، بما يؤكد الاهتمام الدائب من قبل قيادات الدولة بتعزيز قيمة العلوم والمعارف والنهج والبحث العلمي، لاعتبار ذلك كله أفضل استثمار في جهود صناعة المستقبل، وأداة مهمة تساعد على تطبيق إبداعات العقل البشري، بدل أن تبقى حبيسة الأدراج والإهمال كما يحدث في كثير من الدول العربية، ما جعل الأمة تلهث وراء التقدم العلمي دون أن تستطيع الوصول إليه في كثير من المواقع.
ولنحتفظ بعلمائنا الصغار والكبار ونعززهم كماً ونوعاً، حرصت الدولة على توفير كل ما يناسب استقطابهم في بلدهم، حتى بات من النادر أن تجد إماراتياً هجر بلده ليجد نفسه في بلد آخر، فكل مقومات البناء المعرفي متوفرة، والتشجيع مبدأ حكومي لا مجال للحياد عنه، والفرحة بالإنجاز الإماراتي يسعد بها جميع أفراد البيت المتوحد شعباً وقيادةً.
وتبقى مسؤولية الشباب ملقاة على عواتقهم بالكامل، فعليهم أن يستفيدوا من هذا المناخ العلمي ليبدعوا ويبتكروا ويخترعوا، ويساهموا في فرص تهيئة الانطلاق الآمن نحو المستقبل من واقعنا الذي نعيشه.

ebnaldeera@gmail.com