جوبا وجولة مفاوضات حاسمة

18-04-2018
فتح العليم الفكي

تنطلق يوم الخميس الموافق 26 إبريل/ نيسان الجاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا جولة جديدة من محادثات السلام بين حكومة جنوب السودان والفصائل المتمردة وسط ضغوط دولية على طرفي الصراع بضرورة التوصل إلى حل سلمي لإنهاء النزاع الدموي الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص.
وتأتي جولة المفاوضات الجديدة - التي ستكون حاسمة - وسط ظروف ومتغيرات محلية وإقليمية ودولية معقّدة، لعل أهمها دخول الأزمة مرحلة جديدة تعتبر هي الأخطر في تاريخ الصراع الذي انزلقت إليه البلاد منذ خمس سنوات، بإعلان قائد الجيش المقال الجنرال بول مالونق - المحسوب على قبيلة الدينكا - عن حركة تمرد جديدة تضاف إلى سبع حركات أخرى تعمل كلها من أجل هدف واحد هو إسقاط حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت.
وتلقي التغييرات التي شهدتها إثيوبيا بتنحي رئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين وانتخاب أبي أحمد بن عبد الرحمن رئيساً للوزراء بظلالها على جولة المفاوضات، علاوة على المطالبات الدولية ومطالبات منظمات المجتمع المدني وعلى رأسها منظمة «سينتري» بضرورة زيادة الضغوط على حكومة جوبا لحملها على التوصل إلى اتفاق سلام مع معارضيها.
جبهة جنوب السودان المتحدة التي أسسها قائد الجيش السابق، قالت إن هدفها وقف المذابح في البلاد والتوجه نحو الديمقراطية والتنمية وتحقيق مواطنة متساوية وعدالة وحرية، واتهمت كير ببناء دولة يكون فيها الإفلات من العقاب هو النظام.
وخاطبت «الجبهة» منظمة الإيقاد التي ترعى محادثات السلام طالبة إشراكها في جولة التفاوض المقبلة وهو الطلب الذي وجد ترحيباً وتأييداً من الفصائل المعارضة، بينما قوبل برفض تام من حكومة الرئيس كير التي اتهمت مالونق بارتكاب انتهاكات وفظائع وجرائم ضد الإنسانية ودعته للعدول عن معارضة النظام.
ويبدو واضحاً أن مالونق يتمتع بنفوذ كبير وسط قبيلة الدينكا وقوات الجيش الشعبي أكبر من نفوذ كير نفسه، لذلك عند إقالته في مايو/ أيار الماضي ومغادرته العاصمة جوبا إلى مسقط رأسه في مدينة أويل، قال المراقبون إن أيام كير في الحكم باتت معدودة، ويعتبر انضمامه للمعارضة مكسباً لها وخصماً من رصيد كير القبلي، وإيذاناً بدخول الصراع مراحل جديدة وحساسة.
إن جولة المفاوضات المقبلة ستكون محطة فاصلة في تاريخ الحرب الأهلية في جنوب السودان، وستكون أنظار المجتمع الدولي مصوبة نحو أديس أبابا لإنجاز اتفاق سلام بين أطراف النزاع، وسوف لن يسمح المجتمع الدولي باستمرار الحرب والمذابح، وعلى قادة جنوب السودان أن يدركوا أنه لم يعد أمامهم سوى الرضوخ لرغبات شعبهم والمجتمع الدولي بوقف الحرب وإنقاذ بلادهم من الانهيار.

alzahraapress@yahoo.com