لا يحْمِلُ الحِقْدَ سِوَى من لا خَيْرَ فِيهِ حوارات

17-04-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

ينأى الانسان السوي وبخاصة من ترسخت الاستقامة الاخلاقية في عقله وقلبه وأدرك بشكل واضح ما هو عليه من خُلق حسن عن حمل الحقد والضغينة ضد الآخرين، فلا يُمكن في أي حال من الاحوال أن يستحق أحدهم الرتب الاخلاقية العالية والاحترام والتقدير ما دام ينطوي قلبه على الحقد والبغضاء ضد الآخرين، وحيث تتلازم سمات الخلق الحسن وصلاح النية وطهارة القلب مع خلو قلب الانسان وعقله من أي كراهية ضد من يختلفون عنه أو معه في آرائهم ووجهات نظرهم وفي اختياراتهم الشخصية السلمية، بل وسيصعب أن يعيش أحدهم حياة إنسانية متكاملة ومُطمئنة وبناءة وتحيطها الرحمة والشفقة المتبادلة ما دام سيتكبد وبإختياره شقاء الحقد والبغضاء الغبية ضد من سيصورهم له عقله الضيق بأنهم أفضل منه، فكلما سما الانسان ارتفع مقامه وترسخت مكانته في البيئة الاجتماعية سيترفع دائماً عن الانغماس وعن الانحدار الطوعي في بغض الآخرين المختلفين، وفي المقابل، سيدفع الحقد كل من سيحمله نحو ارتكاب كل ما هو دنيء وسينزل بالمرء وبإرادته وبشكل يبدو متواصلاً في قُعُور الغيرة الغبية والحقد الاعمى والكراهية التافهة ضد من يختلفون عنه أو يختلفون معه في آرائهم ووجهات نظرهم، ويجدر بالمرء العاقل إدراك العواقب السيئة لكل من سيحمل الحقد في قلبه ولبعض الاسباب التالية:
-حمل الحقد والبغض ضد الآخرين ينزل بالشخص نحو كل ما هو سافل ومُنحطٌ وكل ما سَيُفْقِدُه احترامه لنفسه.
-لا خير فيمن يحقد على أقرب المقربين إليه وبخاصة من يتشارك معهم في الدم والقرابة أو النسب، فمن لا خير فيه لأهله لن يكون فيه خير لنفسه ولأبنائه وللآخرين.
-نهاية من سيُرسِّخُ الحقد في قلبه بسبب أنانيتة الطاغية هي تخلى أهله وأصحابه ومعارفه عنه وقتما يحتاجهم.
-سيفقد مال وثروة وجاه وربما أبناء الحاقد البركة لأنّ من سيحقد سيطغى في حياته غِلٌّ اسود ماحقُ لكل بركة، والله أعلم.
-أسوأ أنواع الحقد هو الذي ينبع من كراهية عرقية أو دينية أو مذهبية أو فئوية حيث سيفقد فيها الحاقد صفاته الانسانية الطبيعية.

* كاتب كويتي
@aljenfawi1969