الطوافة بين التغيير والمصلحة الخاصة

16-04-2018

قبل أيام كتب السيد الدكتور سمير أحمد برقة مقالا في هذه الصحيفة تحت عنوان «الطوافة.. من الرسملة إلى الدمج!»، طرح من خلاله ما تناوله من مقالات سابقة، مظهرا مؤسسات الطوافة على أنها عاجزة عن أداء دورها، متحدثا عن سلبيات لم تسجل وأخطاء لم تظهر، معتمدا على معلومات مغلوطة، ناقلا معاناته مع مؤسسة مطوفي حجاج دول أفريقيا غير العربية التي ينتمي لها، وهذا ما ظهر في مقاله الأول بعنوان «الطوافة بين الاستقرار والتغيير!»، إذ تحدث عن نظام التنافسية الذي تم تطبيقه في موسم حج عام 1438هـ، وأشار إلى أن التنافسية انحصرت في ثلاث مؤسسات، هي: مؤسسة مطوفي حجاج دول أفريقيا غير العربية، ومؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية، وسبقتهما من قبل مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا، في حين أن نظام التنافسية طبق في موسم حج 1438هـ في جل مؤسسات الطوافة.

وقوله «فقد فوجئنا بأن التنافسية بين المكاتب كانت على مرحلتين (بعكس باقي المؤسسات)»، وهنا أسال: هل تواصل مع بقية المؤسسات لمعرفة ما إذا طبقت نظام المرحلتين أم لا؟

وفي مقاله الثاني بعنوان «الطوافة.. يسألونك عن التنافسية!»، أعاد الحديث مجددا عن التنافسية وكرر نفس الخطأ بقوله «وفي الموسم الماضي 1438 تقدمت كل من مؤسسة مطوفي أفريقيا غير العربية ومؤسسة مطوفي العرب لهذه التنافسية، إضافة لمن سبقهما من سنوات مؤسسة مطوفي جنوب آسيا».

وقوله «ومن الإخفاقات أيضا سوء الخدمة، وتدني مستوى النظافة، والتكدس الواضح»، فأين كانت هذه الإخفاقات؟ وفي أي مؤسسة؟ ومن الذي سجلها؟ وأين كان التكدس؟ أهو في مخيم الحجاج بعرفات أم بمنى؟

وكيف أثبت أن «الإخفاق كان واضحا في عرفات، بسبب عدم متابعة سرعة إنهاء تجهيز المخيمات»؟

ولا أريد الدخول في تفاصيل مقاله الأخير بعنوان «الطوافة.. من الرسملة إلى الدمج!»، لكني أتوقف أمام بعض الجمل والعبارات التي وردت، ومنها قوله «هناك حاليا 6 رؤساء و12 نائبا و54 عضوا، وهؤلاء يتقاضون موسميا ما بين 15 و18 مليون ريال غير الرواتب الشهرية»، والحقيقة أنهم ليسوا 12 نائبا ولا 54 عضوا، فليس في كل المؤسسات نائبان، وأعضاء مجلس الإدارة 60 عضوا وليسوا 54 عضوا.

وقوله «يتقاضون موسميا ما بين 15 و18 مليون ريال غير الرواتب الشهرية»، فهذا يعني أن مكافآتهم الموسمية ما بين 100 و150 ألف ريال، وهو مبلغ معقول مقارنة بما يقدمونه، ثم لماذا لم نر اعتراض السيد الدكتور البرقة على المكافآت الشهرية والموسمية حينما كان عضوا بمجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية؟ وليته يذكرنا بالمبالغ التي كان يتقاضاها الأعضاء وما إذا كانت ضئيلة أم لا.

وإشارته إلى أن الدمج «يفتح آفاقا وظيفية موسمية لشباب الوطن، فبدلا من 6000 موظف حاليا في المكاتب يصبحون 10500 موظف، والحراسات الأمنية في المشاعر من 4800 إلى 8400 حارس أمن»، فكيف بنى زيادة الأعداد؟ هل اعتمد على ارتفاع عدد الحجاج وزيادة عدد المكاتب؟ أم على توقعات؟

وللإيضاح فإن عدد أفراد الحراسات الأمنية لمخيمات الحجاج يتجاوز الستة آلاف فرد خلال الفترة الحالية، ولا يقل عدد الموظفين بالمؤسسة الواحدة عن ثمانية آلاف موظف، تختلف مهامهم الوظيفية ومرتباتهم.

ahmad.s.a@hotmail.com