القمة ومواجهة التوسع الإيراني

13-04-2018

القمة العربية التاسعة والعشرون المزمع أن تبدأ بالمملكة بعد غد الأحد بحضور اثنين وعشرين عضوا في الجامعة العربية سوف يتم التركيز خلال أعمالها على مجمل التطورات في المنطقة، لاسيما بعد تحقيق المملكة نجاحات مشهودة في تصديها للتمدد الايراني ووقف مشروع نظام الملالي التوسعي في المنطقة ونجاحها الواضح في اعادة اللحمة العربية بعد احباطها لمخطط ولاية الفقيه.

هذه القمة الاستثنائية تعقد في فترة بلغت فيها المملكة مستوى فائقا من الجهوزية الاقتصادية والسياسية والعسكرية مكنها -بفضل الله وعونه- من قيادة الأمة العربية بشكل ايجابي لحلحلة المسائل والأزمات العربية بما يرقى الى طموحها وتطلعاتها، وتدرك الدول العربية مجتمعة مدى ما تتحمله القيادة السعودية من مسؤوليات كبرى لمواجهة التمدد الايراني في المنطقة.

وهو تمدد يقتضي الأمر مجابهته بحزم وعزم كما هو موقف المملكة الثابت والمعلن، فقيادتها الرشيدة تقوم في الوقت الراهن باصلاحات رائدة في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية أهلتها لموقع متقدم في العالم العربي، وبالتالي فان القمة المرتقبة واضحة المواقف وتستهدف استرجاع الحق العربي دون تدخل ايراني سافر في شؤون المنطقة، وهو هدف تشدد عليه المملكة وتنادي به.

وغني عن القول إن النظام الايراني يواجه المزيد من الأزمات الطاحنة في الداخل والخارج، فهو متورط بتدخلاته في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة، ومتورط كذلك بالعقوبات الدولية الخانقة بسبب اصراره على تملك أسلحة نووية ليهدد بها دول العالم ودول المنطقة، فالقمة سوف تركز على أنشطة النظام الايراني الارهابي لزعزعة أمن واستقرار دول الجوار والعمل على وقف تلك الأنشطة وافشالها.

من جهة أخرى فان القمة سوف تبحث الملف النووي الايراني وما يشكله من خطر فادح على دول المنطقة، فالمواقف الدولية لاسيما الموقف الأمريكي واضحة تماما حيال المواقف التخريبية التي يمارسها النظام الايراني في المنطقة وخطر امتلاكه لأسلحة نووية، فثمة رهان كبير في هذه القمة العربية الاستثنائية لتغدو قمة مواقف مسؤولة تجاه ما يحدث في المنطقة من تدخلات ايرانية، وتجاه الوصول الى غاية كبرى تؤسس لمرحلة جديدة على مستوى المنطقة تكون بعيدة تماما عن التدخلات الايرانية وتستهدف تحقيق غايات هامة من شأنها التأسيس لتكامل عربي منشود في مضامير المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية لصناعة الغد الجديد المشرق والمأمول للأمة العربية.

وهو مستقبل لا يمكن تحقيقه في ظل التهديدات الايرانية لدول المنطقة، ويستوجب الأمر الوصول الى قرارات حازمة تحول دون التمدد الايراني، وتحول دون تفشي الارهاب الذي يمارسه النظام الايراني على نطاق واسع فيها، وقد مهد بذلك تواجد التنظيمات الارهابية في أكثر من قطر عربي ومده بالأسلحة كما هو الحال مع أعوان النظام الايراني في اليمن، فالحوثيون ما زالوا يطلقون الصواريخ البالستية ايرانية الصنع بين حين وحين على أراضي المملكة مهددين بذلك أمنها واستقرارها وسيادتها.