أنا مطبلاتي.. واشربوا من البحر

12-04-2018

حين أقرع الطبول ليصل صوتها عاليًا إلى أقاصي الدنيا، اعترافًا واعتزازًا بما يوجه به خادم الحرمين الشريفين وما يفعله وينجزه سمو ولي العهد، حفظهما الله، فلتسموني ما تشاؤون، حتى أن لدي استعدادًا أن أغير اسمي من محمد العصيمي إلى محمد المطبلاتي. ولو تعلمون كم انتظرت، كما انتظر كثيرون غيري، لتحين لحظة السعودية الجديدة لما أسرفتم في الشتم، ولما ذهبتم إلى هذه التوصيفات التي تظنون أنكم تسبونني بها أو تقللون من شأني بإرسالها عبر كل الوسائل. أنا في كل ما يجري الآن، على المستوى الداخلي والخارجي للمملكة، مطبلاتي ابن مطبلاتي واشربوا من البحر. لقد سئمنا اتهاماتكم الفارغة التي ترجموننا بها كل حين لأننا لا نوافق هواكم وترهاتكم. نحن نعلم وأنتم تعلمون أننا لو وافقنا هذا الهوى وهذه الترهات لجعلتمونا ملائكة منزلين، وبالتالي إن عارضنا هذه الترهات جعلتمونا شياطين متربصين ومطبلاتية. لست، كما هي حال كثيرين، ممن ينتظر دينارًا ولا درهمًا، لا من قبل ولا من بعد، وإنما نحن نصدر من منطلقاتنا الوطنية البحتة؛ ومن طُموحنا لمستقبل أولادنا وأولادكم، حيث لم يكن يصح، بأي حال من الأحوال، أن تكون المملكة بهذه الثروة وهذه القدرة وهذا الوضع الإقليمي والدولي المهم ثم لا تكون قوية بما يكفي وبما يليق بها، سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا.

بلدنا انطلقت إلى آفاقها الواسعة المنتظرة التي طالما أثرتم الأتربة الكثيفة لسدها، وعجلتنا دارت متجهة بسرعة فائقة إلى الأمام حيث لا دقيقة واحدة متاحة للتراجع أو التردد أو التزيد. من شاء فليصعد معنا قطار الوسطية والتحديث والعصرنة والتقدم، ومن شاء فليبق حيث هو؛ في تلك المحطة التي لا يجري فيها الماء ولا ينبت فيها الشجر، لكن، وهذا هو الأكثر أهمية، لن نوقف أصوات الطبول التي تُقرع فرحًا واستبشارًا بما يجري لأنه لن يضرنا أن نكون مطبلاتية للحق والأمل ولن ينفعكم أن تكونوا ضد هذا الحق وهذا الأمل.