سخريات أخطاء الرّوبوت

18-03-2018
عبد اللطيف الزبيدي

هل لك أن تستعيد بعض حديث علماء الأنثروبولوجيا عن الشبيه بالإنسان؟ إن خانتك المكتبة، ففي اليوتيوب فيض من الأشرطة. ها نحن بعد عشرات ألوف السنين من وجود الإنسان العاقل، أمام عودة المصطلح، ولكن بتجسيد تقني تقاني: الروبوت الشبيه بالإنسان. لا أحد يعلم بما سيكون عليه الذكاء الاصطناعي بعد عشرات القرون، ولا حتى بعد قرن.
لدى جل الناس، وبعض العلماء، خشية انتصار الآلة على الإنسان، لهذا يدفعونها بأن الآدمي يفكر وله خيال.
إذا استثنينا العلماء، المحيطين إلى حد الممكن بأداء الخلايا العصبية وتريليونات تشابكاتها، فإن غير العارفين يرهبهم أن يتصوروا الفكر والخيال على هيئة عمليات رياضيات وفيزياء تجري في الدماغ، وهي التي تنتج الشعر والفلسفة والموسيقى والهندسة العمارية والنظريات الاقتصادية، وتأتي بالاختراعات والاكتشافات وكل ألوان الابتكار والإبداع. الكون أكبر مما نتخيل، بالتالي تطور الإنسان مستقبلاً أعظم مما نتوهم. نحن بداية البدايات ولسنا نسخة نهائية على الإطلاق.
لكن، إلى أين هذا الذكاء الاصطناعي؟ بشيء من الدعابة: ستضاف إلى أخطاء الإنسان الكارثية أحياناً، أخطاء الآلات الذكية التي ستكون بدورها كارثية أيضاً. أي أن الحماقات البشرية «ستزدان» حدائقها بنباتات غباء الروبوتات الذكية. مثلاً: السيارات الذاتية القيادة، العساكر الآلية والطائرات بلا طيارين. استمتع القلم بمجموعة مقالات علمية (أعداد من مجلة «العلم والحياة» الفرنسية)، يقتطف للقارئ منها طرائف الأخطاء المحتملة. من هنات البرمجة إذا تولى الروبوت الكناس إزالة الغبار، أن يسهل على نفسه المهمة، فيلقي بكل المجوهرات والتحف في سلة المهملات ليتفرغ للأغبرة. روبوت التمريض يخطئ في تنفيذ الأوامر، فيظل يحقن المريض بالمنوم والمضاد الحيوي بلا توقف، حتى نفاد الكمية. توصي جنابك مأمور الذكاء الاصطناعي بالبحث عن السعر الأنسب لتذكرة طائرة من إلى، فيظل يوقظك ليلاً كل ساعة ليبشرك بأسعار أزهد. أخطاء سوء تربية الروبوت وتعليمه جسيمة: تبرمجه على استخدام الماء لإزالة بعض الأوساخ، فيستعمل الماء لتنظيف الحاسوب والتلفزيون. ماذا لو أرادت السيارة الذكية الذاتية القيادة، اختصار الطريق الطويل بعبور النهر ملقية بنفسها في الخضم؟ أما الروبوتات الحربية، فإنها لن تستطيع، بلا ريب، منافسة الإنسان في خياله التدميري. في هذه «يتألق ذكاء» الآدمي، مثلما فعل طوال تاريخه. أليس متوقعاً أن يقول الروبوت الشبيه بالإنسان لقومه الآليين، يوم يصير له فكر وخيال: يجب أن نضع حداً للمفتون بقانون الغاب. هو ذا أفق مستقبل الميكانيكا الحيوية (بيوميكانيك).
لزوم ما يلزم: النتيجة التفاؤلية: العلوم الوراثية والعصبية والتقانة كفيلة بتصحيح مسار البشر. الأيام بيننا، أي بضعة آلاف من السنين فقط.

abuzzabaed@gmail.com