أعسر اختبار للمصالحة

18-03-2018
خيري منصور

السؤال التقليدي الذي لابد منه الآن حول المشهد الفلسطيني بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمدلله، هو من المستفيد من إعادة ما أنجز حول المصالحة إلى أول السطر؟
وهل بالفعل استكملت المصالحة بين فتح وحماس عناصرها أم أن هناك ما يشبه الحلقة المفقودة في هذا المسلسل الدرامي الذي كانت حلقاته بلا نهاية؟
القول بأن الاحتلال يستفيد من أي فعل يكرس الصراع الفلسطيني البيْني ليس اكتشافاً وما من أرخميدس فلسطيني بإمكانه أن يصرخ: وجدتها! فهذا أمر متوقع، بل هو من صميم استراتيجية التفرقة على امتداد تاريخ الاستعمار والاحتلال!
لكن ما بدأ يرشح من أطراف فلسطينية حول أسباب أخرى غير الاحتلال للحيلولة دون المصالحة يشي بأن ما يدار وراء الكواليس وما يختفي وراء الأكمات هو شيء آخر غير الخطاب الإعلامي المعلن، وتاريخ الخلاف بين فتح وحماس يغري المراقبين على اختلاف النوايا باستخدام عبارة القشة التي تقصم ظهر المصالحة وليس البعير هذه المرة!
لكن الظرف الذي تمر به القضية الفلسطينية في هذه الآونة الحرجة لا يسمح على الإطلاق، بتغليب أي موقف أيديولوجي أو سلطوي على الموقف الوطني، خصوصاً بعد القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس وفي ظهيرة سواء تتزامن مع ذكرى النكبة.
ولسنا بحاجة إلى التذكير بتلك الحكاية السليمانية عن الأم الحقيقية التي تنازلت عن الطفل كي لا يقسّم بينها وبين نساء أخريات، وما تتعرض له القضية الفلسطينية الآن من محاولات التصفية وإسدال الستار على واحدة من أهم تراجيديات التاريخ ليس فيه من فائض الرفاهية السياسية والمناكفات الثأرية وأدبيات السجال ما يبرر لأي طرف أن يستبيح خطاً أحمر مرسوماً بالدم وليس بالحبر!
والاغتيال سواء نجح أو أخفق فهو يبقى شروعاً في القتل مع سبق الإصرار والترصد! ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء هي في أحد جوانبها اختبار لجدية المصالحة وجدواها!