باحثون عن «أمل»

18-03-2018
جمال الدويري

حجم تجاوب المواطنين مع مبادرة «الخليج»، لمساعدة المواطنين في البحث عن عمل، كانت أكبر من المتوقع، فعدد السير الذاتية التي تلقتها الصحيفة في اليوم الأول، يزيد على 150، وتبعها في اليوم الثاني أقل من ذلك بقليل.
الفكرة التي أطلقتها «الخليج»، مردها عدم وجود جهة واحدة جامعة للسير الذاتية للمواطنين الباحثين عن عمل، فملاذهم جميعاً، معارض التوظيف التي تقام طوال العام في أكثر من مدينة، وتتبع في تنظيمها لأكثر من جهة، وأكثر من قطاع، ولا وجود لأي تنسيق بينها.
معارض التوظيف، بحسب المواطنين الزائرين الدائمين، «فسحة للبحث عن أمل»، فبعضها معارض محلية، وبعضها اتحادية، وبعضها الآخر متخصصة في قطاع معين، ولسان حال روادها: نحن باحثون دائمون عن عمل. فأغلب الجهات تنشد المتعلمين، وبمواصفات معينة، ولكن ليس هناك هامش لمن لم يحالفهم الحظ في الحياة بالدراسة، أو أن في ماضيهم نقطة سوداء مسحها القانون، والنسيان.
ببساطة من حق كل إماراتي أن يعمل، ولا يجوز أن يبقى هناك مواطن واحد يبحث عن عمل، فعدد الوزارات والدوائر الاتحادية والمحلية في الدولة كبير جداً وقادر على استيعابهم، خاصة في ظل تأكيد أن المواطنين الذين ليس لديهم عمل لا يزيد على ستة آلاف.
وزارة الموارد البشرية والتوطين، حملها كبير في هذا المجال، ووزيرها ناصر الهاملي، مهمته كبيرة، تجلت في خطاب تكليفه، حين خاطبه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في التشكيل الحكومي الأخير في أكتوبر الماضي بالقول: «ما زلنا بطيئين في ملف التوطين وناصر أمامه مهمة كبيرة».
الوزارة وبالتنسيق مع الجهات المحلية والاتحادية كافة، لديها القدرة والسلطة لتكون مشرفة على معارض التوظيف، وإيجاد صيغة ربط بينها، وتشكيل قاعدة بيانات واحدة لروادها، حتى لا نبقى ندور في حلقة مفرغة، لا نعرف حجم الباحثين الفعليين عن عمل، وليس لدى أي جهة رقم واضح بعدد من ليس لديهم عمل.
حجم تنظيم القطاعات في الدولة كبير جداً، ولا يجوز أن يبقى هذا الملف يشغل بال البعض، ويجب أن تنتهي قضية الباحثين عن عمل، وفرز من ليس لديهم عمل، ويبحثون عنه، ممن يبحثون عن فرصة أفضل، وفي الحقيقة لديهم وظيفة.
دعوة القيادة في وقت سابق، لمديري الدوائر، بأننا نريد دوائر بلا مراجعين، بمعنى توفير كل الخدمات لهم قبل أن يطلبوها، يجب أن تترجم فعلاً بألّا تجد معارض التوظيف رواداً لها، أو أن تتحول إلى تظاهرة للبحث عن خبرات معينة، وليس ملاذاً لمن يبحثون عن «أمل الوظيفة».

jamal@daralkhaleej.ae