«عداء إيران ومحاباة إسرائيل».. المنطق الأعوج

25-02-2018

هنالك منطق غريب يتبناه بعض المكارثيين الذين يريدون أن يجرّموا المملكة بأي شكل إما استرضاء لإيران وحلفائها، أو لأن هنالك من يوظفهم للعب هذا الدور لغرض في نفس يعقوب، هذا المنطق هو أنه طالما أن المملكة تعادي سياسات طهران، فإنها في هذه الحال تقف إلى جانب إسرائيل التي تعلن عداءها هي الأخرى لإيران، وكأنه يترتب علينا لإبعاد هذه التهمة أن نسارع لاحتضان إيران رغم كل انتهاكاتها السافرة للسيادة العربية، وتهديداتها للأمن القومي، والتي ما عادت تخفيها حيث صرح بها العديد من القادة الإيرانيين من مدنيين وعسكريين وقادة فيالق وفصائل عسكرية أهلية وحكومية، والأغرب أن هذا المنطق لا ينسحب إلا على المملكة، والجزيرة وفروعها من إعلام الممانعة لا تسأم من العزف على هذا الوتر، ولا تمل من ترديد هذه الاسطوانة المشروخة، في حين أن قطر التي تقيم علاقات مثالية مع الطرفين، وتحتفظ بأفضل الصلات مع طهران وتل أبيب في وقت واحد لا ينطبق عليها هذا المنطق، ربما لأنها كزوجة قيصر فوق مستوى الشبهات، وربما أيضا لأنها هي بلد المنشأ، وهي التي تصدّر هذه التهمة إعلاميًا، لكن ما يفسد عليها تمرير هذه التهمة هو أنها لم تجد ما يوازي خرم إبرة لاتهام المملكة بالتطبيع مع إسرائيل كما تفعل هي على الملأ، لذلك أرادتْ أن تستخدم عداء إيران كدليل إثبات على اتهام المملكة، وهي وإن كانت أشبه ما تكون بالمسرح الهزلي إلا أنها تكشف عن هوان السياسات المزجاة التي لا هدف لها غير استثارة عواطف العامة للنيل من المملكة التي لم تساوم على مر التاريخ على قضايا الأمة، ولم تستخدمها كما يفعل البعض كأوراق على موائد التفاوض، ذلك لأنها لا تبني علاقاتها على سياسة المكائد أو التحالفات.

وبالتالي فلا الخلاف مع طهران ولا الصلح معها سيبدل من موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية والذي طالما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في كل المناسبات، مما يسقط هذا المنطق الأعوج الذي ينمّ عن خواء بضاعة أصحابه، وتهافت حججهم، واستسلامهم المحموم لغواية شتيمة المملكة حتى ولو بمثل هذه السذاجة الفجة التي تثير السخرية، وتكشف إلى أي مدى بلغ الاحتقان عند البعض بحيث لم يعد قادرًا حتى على تأليف التهم بشكل مقنع!.