مسقط الكتاب

25-02-2018
مريم البلوشي

عالم الكتب هو عالم روحاني يتغلغل في داخلنا، يعيشنا لنعرف كيف نعيش. القراءة قصة الحيوات المختلفة التي تتداخل فيك، وتجعلك شخصاً في كل يوم يتطور ويصبح آخر في تجدد وطاقة كبيرة، حين تبتعد عن ذاتك وتصبح أنت أكثر نضجت، حكمة ومعرفة، تكتسب تربية جديدة وبعداً حضارياً مختلفاً، حين تصبح شخصية تحاور البشر بما فيهم وبما يحتاجون.
«القراءة تجعلنا نعود لإنسانيتنا» كلمة قالها لنا الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني، حين التقينا به ككتاب إماراتيين، خلال حضورنا معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته ال 23 منذ أيام. كان حديثاً متشبعاً بفكر شعب تشرب الثقافة من منبعها، وعرف كيف بثقافته وأخلاقه العالية ترجم نفسه للعالم ولكل من يزور وطنه، هي تجربة شابة من رؤيتهم لكنها علمتنا الكثير، وكيف أنهم يجبرون دار النشر بنوعية الكتب التي تحضر لهم، لأنهم باختصار، شعب يقرأ.
هنا حيث وجدنا أن الطفل يتصفح الكتاب، يناقشك ويسأل عن تفاصيل ماهية الكتاب وعمّ يتكلم، ولماذا سيشتري الكتاب. كان مشهد الصغير، الأب الأم، وكل من التقينا به جميلاً. تعلمنا منهم أن نشاركهم، أن نكون جزءاً منهم، فككتاب إماراتيين نطمح ومن منظورنا الشخصي أن نصدر تجربتنا في الإمارات في معارض الكتب لأشقائنا، أن يكون هناك تبادل فكري ثري وغني في المستقبل بيننا وبينهم. تجربة اختصرت في أيامها مفاهيم كثيرة وعلمتنا أن نتعلم المبادرة، وأن يكون للكاتب الإماراتي وجود أكبر في نقاشات ثرية ولغة حوارية تشمل كل التجارب، وأن يكون هناك أكثر مع هذا المجتمع الواعي المدرك والمثقف.
كانت أياماً ثقافية بحق، ونحن فخورون بأننا نمثل شعب الإمارات التي احتضنت ولاتزال نماذج عالمية لمعارض، كانت نموذجاً ولاتزال يحتذى به في المنطقة، حتى صرنا جميعنا في حالة تكاملية متفردة، ويوماً ما عالمية، بإذن الله.
ننطلق بعد أيام في شهر القراءة بمبادرات كثيرة، وتوجهات جميلة، ستكون خريطة جميلة نشارك بها جيراننا، ونساهم بالوعي الذي من شأنه أن نكون جميعنا ذوي رؤية بأن تعود لنا حضارتنا، فالعالم يتطور بما لديه من ثقافة وحضارة في مختلف المجالات. نتمنى أن تخرج مبادرات مؤسسية ذات شراكات في منطقتنا، وأن نتبادل برامج أكبر، ونحقق رؤية ذات بعد عميق في توجهات مستقبلية ذات نتائج كبيرة على المدى البعيد.

Mar_alblooshi@hotmail.com