محمد صلاح.. والعطسة!

21-02-2018

قلت، وما زلت أقول، إن الدين الإسلامي ينتقل بين الناس بالعطسة. بمعنى أنه سريع العدوى، ولكنها أجمل وأحلى عدوى يمكن أن يحصل عليها أي إنسان.

لطالما سمعنا قصصا عن اعتناق ناسٍ للدين الإسلامي لمجرد الإعجاب بشخص أو أشخاص يمارسون التعليمات الإسلامية الصحيحة في التعبد الجميل، وفي طهارة الأخلاق، وفي حسن التعامل. والأمثال يستطيع أي منكم أن يستحضرها من آلاسكا حتى الارجنتين، ومن أفريقيا حتى آسيا العريضة.

كما أني، دوما وأبدا، أبدي إعجابي الشديد، بل منقطع النظير، لأولئك الحضارم الذين انتقلوا بعيدا عن أرضهم إلى بلدان بعيدة، من سيلان إلى بعض سواحل الصين مرورا بكل من إندونيسيا وسنغافورة وماليزيا والفلبين. نقل الحضارم الإسلام بنظرية العطسة، فهم لم يرحلوا لكل حزام المحيط الهادي بقصد نشر الإسلام، إنما بحثا عن الرزق بالمتاجرة مع شعوب تلك الأرخبيلات البعيدة. ما جعل مئات الملايين يتحولون للإسلام في شرق آسيا هو سلوكيات التجار الحضارم بتطبيقهم مفاهيم المبادئ الإسلامية الأخلاقية في التجارة بعد أن عانوا شظفًا من بطش تجار الصين وغيرهم. وترون كيف أن عطسة الحضارم كان حصادها أكبر تحول ديني على الأرض لم ينافسه أي تحول ثيولوجي حتى يومنا.

كم مرة حذر المتحمسون للدين وحتى في التربية والمربون، من الألعاب الرياضية، وبالذات كرة القدم بأنها مضيعة للوقت، وربما ميعت الاستقامتين الدينية والأخلاقية؛ خصوصا عند الجماهير.. صح؟

في نادي ليفربول الإنجليزي لاعب موهوب مصري مسلم اسمه محمد صلاح، فوق أنه من أمهر اللاعبين على الأرض؛ فهو قويم الأخلاق، جميل السلوك، ومتزوج بشابة صالحة ورزقهما الله ابنة سمياها «مكة».

وانظروا أن مشجعي فريق ليفربول مشهورون بتهورهم، وأحيانا يشكلون خطرا على الناس وقت هياجهم.. ثم فجأة تجدهم ينشدون بلطف وسماحة للاعبهم المفضل محمد صلاح:

«يا صلاح.. يا صلاح.. إن حققت أهدافا أكثر فسنكون كلنا مسلمين».

هل سمعتم يوما تشجيعا كهذا بأي ملاعب الدنيا؟ ولكنها معادلة العطسة التي حدثتكم عنها في انتشار الإسلام التي تتحقق كالتالي:

مسلم+ أخلاق الإسلام الصحيحة= عطسة عدوى انتشار الإسلام. ... وكل عطسةٍ وأنتم بخير.