عُقْدَةُ المُعَزِّب: كُلٌّ يَرَى النَّاسَ بِعَينِ طَبعِهِ حوارات

20-02-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

لا يشير مصطلح المُعَزِّب في سياق هذة المقالة إلى الشخص المُضّيف في بعض البيئات الاجتماعية الخليجية والذي يُرحّب بضيوفه ويُكرمهم أو من «يتعزبه» البعض لفترة مؤقتة قبل أن يمضوا في حال سبيلهم.
بل يشير إلى تلك التُهمة الديماغوجية الجاهزة والتي يُطلقها بعض الفوضويين والمتعصبين والكارهين للآخر تجاه من يختلفون عنهم، أو يخالفونهم الرأي حول بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية، فيُدمن البعض قص ولزق تهم التبعية والعمالة ضد الانسان الآخر الحر والمستقل، وقتما يرفض الانجرار خلف توجهاتهم الخزعبلاتية، أو لا يصدق فرضياتهم المُبالغة أو انطباعاتهم المُفرطة وتحليلاتهم المشوهة تجاه ما يجري فعلاً في المجتمع، وبالطبع، ستكشف الاتهامات المعلبة بالعمالة لمُعزّب معين عن عقدة نفسية تولدت لدى من يُطلق الاتهامات المُفبركة حتى أصبحت على طرف لسانه طوال الوقت فيطلقها هنا وهناك وقتما يرفض الآخر رأيه أو يعارضه في الفكر وفي طريقة التفكير، أو يمتنع عن التغاضي عن الاباطيل والاكاذيب التي تُطلقها بعض الالسن المعوجة، والادمغة الملغمة بالانانية المقيتة، فالنسبة للنفر الذين يأجرون عقولهم وقلوبهم وألسنتهم المعوجة لخدمة مصالح أرباب نعمهم، كل من سيتجرأ على معارضة أقوالهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم الهياطية والمُنافقة والمتناقضة لا بد أنه يعمل لدى شخص متنفذ يُحركه هنا وهناك، فيصعب على من أدمنوا تقديم عقولهم وقلوبهم وألسنتهم قرابين على موائد الديماغوجيين وأصحاب المصالح الضيقة تصديق حقيقة أنّ أغلبية من هم حولهم أناس أحرار ومُستقلون، فتوجد علامات وإشارات واضحة ستكشف ما إذا كان البعض عبيداً أم أحراراً مُستقلين، وحيث سيكشف على سبيل المثال الثراء الفاحش والمُفاجئ والانقلابات الفكرية والسلوكية غير المتوقعة ما إذا كان المرء إنساناً حراً وأبياً وذا أنفة وينزه نفسه عن الوقوع في الفساد، أو بدأ فعلاً يعوج ويعمل في السر لدى مُعزب يقوده ويسيطر على أفكاره وتوجهاته وأقواله وبالنسبة لي على الاقل، أحمد الله عز وجل وأشكره على نعمه وأفضاله، ومن أهمها ولادتي ونشأتي في مجتمع حر وكريم يوفر لأبنائه وبناته مقومات الحياة الانسانية الكريمة والحرة والمستقلة، ففي منبع الاحرار كُلٌّ مُعزب لنفسه!

كاتب كويتي
@aljenfawi1969