يا زينك صامت

20-02-2018
الحديث فن، فليس هناك أغبى ممن يتحدث دائماً عن نفسه، ويعدّد مزاياه باستعراض ممل، وقد يكون صادقاً في بعض ما يذكره، ولكن الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضده، وهذه قاعدة معروفة ومجرّبة، فدع الآخرين هم الذين يتحدثون عنك إما إيجاباً وإما سلباً، ولك الحق بعدها أن تدافع عن نفسك.
وحتى لو كنت خفيف الظل، وقفشاتك تجعل الحجارة، وهي الحجارة تضحك وتسخسخ، فلا (تفتحها بحري) وتستمر ترثع وتثرثر، فالحديث مثلما أسلفت هو فن، والصمت أيضاً هو حكمة، ومثلما قال المؤرخ (ماكولي) عندما مدح أحدهم قائلاً إن لديه لمحات من الصمت يطلقها من آن إلى آخر فتجعل حديثه كامل البهجة.