توجيه المدير بعدم التوجيه

19-02-2018

نقرأ بين فترة وأخرى، أن سعادة مدير الشؤون الصحية وجه بالاستعداد الجاد لمواجهة التغيرات الجوية، بما يكفل سلامة المرضى!

وأن سعادة مدير التعليم وجه بالاهتمام بتدريس الطلبة ومتابعة سلامة المباني!

وأن سعادة مدير النقل وجه بالاهتمام بالطرق بما يضمن راحة وسلامة المسافرين!

وأن سعادة مدير البلدية وجه بالاهتمام بنظافة المدينة وتابع الجهود المبذولة! أخبار جميلة، ولكن الحقيقة، أنها بلا فائدة، وليت أقسام العلاقات العامة والإعلام لم يحرصوا على نشرها، فإن لم يكن الخبر يحمل منجزا أو مشروعا جديدا، أو معالجة لسلبية متداولة، الأفضل السلامة منه! بل إن هذه الأخبار التي تنقل أمورا هي من صميم العمل وليس فيها أي جديد، تحمل في الغالب رسائل هي ضد ما سعى إليه ناشروها، وكل واحدة أسوأ من أختها.

فأخبار التوجيهات قد تعطي تصورا لدى المتلقي بأن لدى المدير رغبة مرضية في الظهور الإعلامي، بحيث يرى أنه لا بد أن تتواجد صورته يوميا حتى ولو لم يكن لديه أي منجز! وقد يكون فيها إشارة لعدم ثقة بالعاملين معه، ولذلك يُجهز المخرج قبل حدوث الكارثة المرتقبة، فإذا حدث خطأ قال أنا نبهت قبل ذلك على ضرورة الاستعداد، مع أنه يجب أن يعلم أن هذا لن ينجيه، فهو القائد! وقد تكون دليلا على أن هذه الإدارة تسير بلا خطة - غيابا أو تغييبا - أو بصورة أدق بلا مشاركة ومن ثم اهتمام من العاملين، فمن أبسط أبجديات التخطيط الاستعداد لمواجهة الأحداث الروتينية، ولذلك ليس هناك داع للتوصية بالاستعداد!

وفيها أنها مؤشر على ضعف الإنجاز، فلو كان لدى الإدارة إنجازات حقيقية لكانت هي الأخبار بدلا من هذه التوصيات الروتينية!

وفيها أن قسم العلاقات العامة الذي من المفترض أنه يحوي إعلاميين محترفين يعلمون أهمية الخبر وتأثيره من عدمهما، يسير وفق رؤية المدير فقط أو أن مقياس العمل لديهم عدد الأخبار المنشور لا جودتها! مما سبق كله، أتمنى أن يخرج سعادة المدير وفريقه بفائدة صغيرة، ولكن أثرها كبير عليه وعلينا بأن: لا تشريف له بغير الإنجاز!