تشكن ناجتس!

18-02-2018

شكرا لشباب وبنات الرياض لإطلاق مصطلح جديد اسمه «تشكن ناجتس» على مجموعة من الأشخاص يتكلمون العربية مع دخول غير مبرر للمصطلحات الإنجليزية في الحديث، طبعا يقولون هذا المصطلح برقة ودلع، بل وسخرية، ونوع من الرحمة على حال الشخص!

المسألة تعدت «أوكي - وباي - ومس يو» حتى صار بعضهم يدخل العربي في الإنجليزي؛ لدرجة تحتاج «سب تايتل» تحت كلامه، وإليكم مشاهد حقيقية عن هذا الموقف! «سب تايتل هو شريط الترجمة العربي تحت أي فيلم أجنبي!».

- الآسيوي يتكلم بلغة عربية «مكسرة» في استقبال الفندق ذي الخمسة نجوم، والسعودي الذي يتحدث معه؛ يتكلم إنجليزية مكسرة أيضا؛ حتى خرج الحديث كله مكسرا، لا عربي ولا إنجليزي، فالآسيوي يريد أن يتعلم عربي «بالقوة»، والسعودي يريد أن يتكلم إنجليزي في - وطنه - بالقوة أيضا؛ الملاحظ أن الآسيوي «تشكن ناجتس» على الطريقة الآسيوية، والسعودي «تشكن ناجتس» على الطريقة السعودية.

- على طاولة الأكل، في أحد اجتماعات الأعمال، أنصت - أنا - لشخص يقص قصته بالإنجليزية على صاحبه، لم ألتفت - أدبا - ولكني توقعت أنه سعودي يتحدث مع أجنبي، ثم سمعت صوت سعودي آخر يتحدث بالإنجليزية، فقلت يبدو أن الآخر يتحدث مع أجنبي، فظننت أنهم ثلاثة، ولما التفت لأتناول علبة كولا، نظرت «إليهم»، فقد كانا سعوديين فقط من فصيلة «تشكن ناجتس»، الغريب مع الحماس رجعا مرة أخرى يتكلمان باللغة العربية، ونسيا اللغة الإنجليزية التي كانا يتصنعان الحديث بها!

- في «برزنتيشن» - لاحظوا أني استخدمت كلمة إنجليزية، وأدعو الله ألا أكون من «تشكن ناجتس» - بدأ المهندس السعودي يعرض أعمال الجهة التي يتبع لها، لاحظنا أنه لا توجد جملة عربية كاملة، فقد أدخل كلمات إنجليزية بسيطة للغاية وغير مهمة وليست مصطلحا مثل «نستطيع أن نعمل ذلك» و»هذا سهل للغاية»، و»لم لا» بل تعدى الأمر هذا ليقول «ليباركنا الرب»، كل هذا قاله بالإنجليزية. يا أخي لماذا تتعب نفسك، العربي أفضل وأجمل بكثير من الإنجليزي أو أقلب «البرزنتيشن» كله «إنجليش»! «صرت نموذجا لكاتب المقال الـ»تشكن ناجتس».

- الابتعاث كله خير،وبرنامج خادم الحرمين أهل لنا خيرة الشباب في خيرة المواقع، لكن إن كان ثمة سلبيات فإن سلبية تعزيز حضور «التشكن ناجتس» في المجتمع هي أكثر السلبيات، والملاحظ أن هؤلاء أصحاب «الشو» في حديثهم هم الأقل جهدا عادة في أعمالهم - شو يعني استعراض! اللهم لا تجعلني - مرة أخرى من «التشكن ناجتس» -!

في الأخير؛ قد نرى - تجاوزا - مبررا لدخول بعض المصطلحات الإنجليزية على اللغة العربية في وسط الحديث الذي نقوله كل يوم، إن كان تم التعارف عليه أو لا يكون دقيقا إلا باستخدامه أو لا تعريب له.. لكن غير مبرر أن «نطولها وهي قصيرة « كما أعتذر عن إجمالي الكلمات الإنجليزية المعربة المحشورة بالمقال!

Halemalbaarrak@