لماذا انتصر الخليجيون للشرعية في اليمن؟

د. عبدالله راشد السنيدي

عندما اندلعت الانتفاضة الشعبية في اليمن في بداية سنة 2011 م ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والتي وصلت الى مرحلة القمع ضد المتظاهرين بعد رفض الثوار للحلول التي اقترحها الرئيس السابق، ومن أهمها عدم ترشيح نفسه للرئاسة وعدم توريث ابنه أحمد، وضعت دول مجلس التعاون الخليجي خطة سلمية للخروج من الأزمة تم توقيعها في العاصمة السعودية الرياض في نهاية شهر نوفمبر 2011 م وكان أهم بنودها، تنازل الرئيس صالح عن الرئاسة لنائبه عبد ربه منصور هادي، ومنحه ومعاونيه الحصانة من الملاحقة القانونية والقضائية ، وكان يجدر بالرئيس صالح بعد ذلك ان يستقر في اليمن أو يغادرها ليعيش في الخارج بقية عمره، في أمن وأمان،ولكن شهوة الحكم والسلطة أبت عليه إلا إنكار الجميل، ومن ثم نسف ما يخصه في الخطة الخليجية ودخوله بابا جديدا من المغامرة، وذلك بالتحالف مع أعداء الأمس الحوثيين وتمكينهم من دخول العاصمة صنعاء وإخراج الحكومة الشرعية منها وقد أدى هذا التحالف الى نشوب الحرب الأهلية في اليمن، والتي ألحقت أضراراً كبيرة بالشعب اليمني، الأمر الذي دفع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للتشاور مع إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية وإسلامية أخرى، لإقامة تحالف لمناصرة الشرعية في اليمن لأسباب بعضها يخص الشعب اليمني، وتتمثل في عودة الأمن والاستقرار ومن ثَمّ استئناف مسيرة التنمية، وبعضها يخص دول المنطقة وبالذات دول الخليج العربي وتتمثل في أن انتصار الحوثيين المدعومين من إيران وتمكينهم من اليمن بشكل كامل سوف يوجد موقعا جيدا لإيران في جنوب الجزيرة العربية، وسيكون الحوثيون في اليمن بمثابة “حزب الله” في لبنان ما يسهل لإيران مهمتها في إثارة القلاقل والتدخل في شؤون الدول المجاورة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بحكم العلاقات غير الودية واختلاف التوجهات بين البلدين، وذلك من أجل تنفيذ أجندتها وتحقيق أهدافها في المنطقة، وقد أدى هذا التحالف الذي سيطر بطيرانه الحربي بشكل كامل على الأجواء اليمنية الى صمود قوات الشرعية في اليمن، ثم الى تحقيق الانتصارات المتوالية،خاصة بعد ان دب الخلاف بين الحوثيين والرئيس صالح عندما أدرك صالح خطأه في اللحظة الأخيرة، حيث أدى هذا الاختلاف بينهما الى قيام الحوثيين بقتله، ومن ثم الإنفراد بسلطة التمرد ما سهل على قوات الشرعية الإنفراد بهم، ومن ثَمّ إحراز الانتصارات المتتالية، وسوف يتحقق النصر الشامل وتحرير اليمن من حكم الحوثيين، وذلك بفضل الله عز وجل ثم وقوف دول التحالف العربي مع الشرعية.

ssnady592@gmail.com