الشَّخصيَّةُ الهَمَجيّة حوارات

17-02-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

لا علاقة لامتلاك شخصية همجية بدين أو بلون جلد أو بثقافة, أو حتى بمستوى تعليم أو بأصل وفصل أو بمذهب صاحبها، فيُمكن, على سبيل المثال, أن يمارس السلوكيات والتصرفات الهمجية أي شخص يفتقر للشفقة والعاطفة والآدمية ويرفض التعامل الانساني مع نفسه ومع الآخرين, وبخاصة المختلفين عنه، وحيث تستند الشخصية الهمجية الى اختيارات ذاتية يختارها أحدهم وفقاً لإرادته الحرة أغلب الاحيان, وحيث لا يُمكن إرغام أحدهم على أن يكون همجياً أو سوقياً أو بربرياً أو فوضوياً في حين تتوفر لديه خيارات بناءة وإيجابية، وبالطبع، أسوأ شيء حول الهمجية والنَفَس الهمجي والفكر الهمجي والسلوكيات والتصرفات الهمجية أنها ستؤدي إلى جعل حياة الآخرين الاسوياء والمسالمين أكثر صعوبة وحيث ستؤدي ممارسة أي سلوك همجي إلى تعكير صفو الحياة الانسانية الطبيعية في عالم اليوم، ومن صفات الشخصية الهمجية بعض ما يلي:
-يخلط الشخص الهمجي بين قوة الشخصية والثقفة بالنفس, وبين ممارسة العنف اللفظي والبدني ضد الآخرين, وينغمس بشكل إرادي في اللانفعالات العاطفية شبه البهيمية وحيث يظن المُصاب بمرض الهمجية انه قوي الشخصية وهو وفقاً للمنطق عكس ذلك تماماً.
-تظهر الشخصية الهمجية الحقيقية في تلك الظروف والمواقف العصيبة التي ستُرغم الفرد على الاختيار السريع والحاسم بين السلوك والتصرف الايجابي والبناء وردة الفعل الآدمية والرحيمة وبين ما يناقضها.
-الصفات الرئيسية للشخصية الهمجية تتمثل في ممارسة القسوة والبطش والسادية والتنكيل بمن هو أضعف نفسياً أو بدنياً.
-لا توجد علاقة بين اكتساب سمات التحضر والتمدن والانسانية والذوق الرفيع وبين العيش في المدينة، فكرم الآخلاق والتعامل الانساني يُمكن أن توجد في كل بقاع الأرض.
-سوء التدبير في الحياة اليومية بسبب بعض الاختيارات الشخصية السلبية استسلام واضح للهمجية ورفض مباشر للنظامية وللايفاء المناسب بمتطلبات الحياة الانسانية البناءة.
-الهَمَجي هو كل شخص ينتقص من قدر وكرامة إنسان آخر مختلف، فقط لأنه مختلف عنه.
-الشخص الهمجي يفقد السيطرة على نفسه دائماً وفقاً لنوازعه النفسية السلبية والدفينة، فما يحركه هي تلك الرغبات الشبه بهيمية والتي ترفضها النفس الانسانية السوية.
-التَعَصُّبُ هَمَجيّة.

@aljenfawi1969
كاتب كويتي