على ماذا الولوله؟ قراءة بين السطور

17-02-2018

سعود السمكة

من الممكن أن تفقد بعض الأسر صبرها وتذهب الأمهات والأطفال يستعطفون من بيده الحل، وحيث ان من الطبيعي التجاوب الايجابي مع هؤلاء فمن المتوقع ان يصدر عفو خاص يلغي الجانب الجنائي من العقوبة، ويبقى على آثارها، فإن حدث هذا فقد لا نجد من يتقدم لتمثيل الأمة إلا من يجيد التمثيل عليها!
هذا الكلام كتبه مبارك دويلة في «القبس» عدد الأحد 11 فبراير 2018، وبالمناسبة فإن الذي لا يعرف مبارك دويلة، فإنه كان نائبا في مجلس الأمة لفصول تشريعية عدة وبالتالي، وكما يفترض ان حضرته بحكم تقادم الفترة التي قضاها في البرلمان ان يكون ملما بمعاني التشريعات ومقاصد المشرع وبين الحق النسبي والحق المطلق.
هذا أولا، وثانيا وانسجاما مع نظام دولة لمؤسسات فإن الذي اصدر الاحكام على المحكومين ليس الذي بيده الحل، بل اصدرته السلطة القضائية، ولم يحدث طيلة الفترة التي تحول فيها البلاد من نظام الامارة الى نظام الدولة الدستورية ذات النظام المؤسسي الذي يحدد مهمات سلطات الحكم عبر المادة 50 من الدستور ان تدخل من بيده الحل في احكام القضاء واساسا لا يوجد نص صريح في الدستور يبيح لمن بيده الحل اصدار عفوا. سواء عفو خاص او عفو عام، وحتى لو كان هناك عفو خاص، فإنه ليس مطلقا بل مقيد بشروط، وعلى سبيل المثال ان يكون المحبوس قد قضى من حكمه اكثر من نصف المدة، وأن تشهد له إدارة السجن طيلة الفترة التي قضاها بحسن السيرة والسلوك، وحتى مثل هذه الشروط لا تنطبق على من يتحدث عنهم دويلة كون الفعل الذي قاموا به يستهدف استقرار البلد، ومن شأنه ان يقوض اركان الدولة ويؤدي الى خلخة قواعد الحكم، وبالتالي فهو فعل يدخل ضمن الجرائم التي لا ينطبق عليها شروط العفو الخاص!
أما القول: ان هذه الاحكام ستتسبب بحرمان رموز كبيرة معروفة بوطنيتها وحرصها على دولة المؤسسات عن ممارسة العمل السياسي فأين هذه الرموز؟
ان الكويت لم تشهد في تاريخها الجديد بنظام الدستور سابقة خروج على القانون وتحقير دولة لمؤسسات الا على يد هؤلاء الذين تصفهم اليوم بالرموز، فهؤلاء أرادوا هدم دولة المؤسسات، ولنتخيل ذلك اليوم وفي ذروة الشغب التي كان يقودها رموزك، وبالمناسبة كانت الخطة في البداية لم تكن موجهة لاقتحام مجلس الامة، بل كانت موجهة لاقتحام منزل سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء في حينه، لولا ان الله ستر وإلا لكان الأمر جللا حين يغيب العقل وتسود ثقافة التحريض والعنف.
فهل في تلك الليلة يا سيد مبارك دويلة تستطيع ان توقف تلك الجموع التي اسكرها داء الكراهية، وتشربت العدوانية من قبل من تصفهم أنهم رموز، من ان تقتحم منزل سموه وتعيث فسادا بالارواح والممتلكات؟
لكن الله ستر ثم جهد رجال الامن الأبطال الذين حالوا بينهم وبين الوصول الىالقصر، وهو الأمر الذي جعلهم يفرغون شحنة عدوانيتهم في اقتحام المجلس، والا كانت شحنة التدمير في تلك الليلة متجهة الى قصر الشويخ يعني الجريمة كانت مشروعا ولم تكن مصادفة!
اقول: لنتخيل ان الدولة رضخت لرموزك يا سيد مبارك واستسلمت لضغوط أولئك الرموز، ماذا كانت ستصل الامور؟ هل سينتهي الامر بسلام أم أن رموزك ساعتها سيبدأون بالتنقل بالشروط صعودا حتى يطالبوا بسقوط النظام؟ طبعا أنتم تنكرون بأن الهدف كان هذا، لكن الدولة لديها مستندات بالعدد والاسماء التي ارسلت الى مصر وقت حكم «الاخوان» ليتدربوا على فن التظاهر لزوم اسقاط نظام الحكم كما سقط في مصر، لكن لان الحكم في الكويت على مدى التاريخ كان دائما عطوفا ومتسامحا لم يدرج هذه الاسماء في ملف الاتهامات، والا كان العدد اكبر من ذلك بكثير!
إذا على ماذا هذه الولولة يا سيد مبارك يا محترم جدا.