عبدعلي الغسرة - الدور التربوي والتعليمي للتربية الموسيقية

30-10-2016


في جلسة مجلس النواب الأخيرة قدم نواب مقترحا يدعو إلى “منع تدريس الموسيقى في المدارس البحرينية”، وهو مقترح ليس غريبا فقط بل يعد مُخجلا، وقالوا إن الموسيقى (مفسدة ودمار للطلبة ومزيلة للنعم)، والصحيح أن الموسيقى هي من أرقى العلوم وأجمل الفنون، نعم يا أصحاب الاقتراح.. لقد انتهت مشاكلنا وحلت النِعم علينا بعد ما أشركتمونا بما كنزتم، وما بقي شيء إلا الموسيقى وتدريسها في المدارس!!
إن العاقل منا هو من يدرك ويفهم الدور التربوي والتعليمي للموسيقى، وتدريسها في المدارس يُعزز المناهج التعليمية، ويَصقل الذوق الفني للطلبة، وكما تقول وزارة التربية والتعليم في ردها إن التربية الموسيقية هي (المنهج المُكمل الذي يسهم في بناء شخصية الطالب الحسية والنفسية والعقلية والاجتماعية في المدارس)، وهذا القول لا يفهمه إلا العقلاء الذين يُؤكدون أن للتربية الموسيقية أثرًا كبيرًا على التفكير الإبداعي للطلبة. وأيضا لها دور في بلورة حياتهم من كل النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية. ندعوا أصحاب الاقتراح بأن يطلعوا على ما تم إصداره ونشره من الأبحاث والدراسات الإنسانية والاجتماعية والتربوية والتعليمية التي تحدثت عن أثر التربية الموسيقية وتوظيفها في الإبداع. إن تدريس مادة التربية الموسيقية في المدارس يعد حاجة ضرورية إذا كان هدف التعليم هو تقدم الإنسان وازدهاره، بجانب الفنون الأخرى من رسم ومسرح وتصوير وألعاب تساعد جميعها على تنمية التفكير الإبداعي.
إن مملكة البحرين تمتلك مخزونا من التراث الفني، والموسيقى الوسيلة القادرة على نقل هذا التراث إلى الطلبة، وحمايته من الاندثار، وتعريفه لدول العالم، ومن أجل أن يُوطد الفن البحريني علاقته بالفنون العربية والعالمية الأخرى.