علي العيناتي - فخرٌ ومعاناة !!

28-10-2016

نبض العالم

* فخر العرب
أعلنت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية عن القائمة النهائية للاعبين المرشحين للفوز الكرة الذهبية للعام 2016، والتي تُمنح لأفضل لاعب في العالم سنوياً، وكما جرت العادة في السنوات التسع الأخيرة، ضمت القائمة الثلاثية كلاً من النجمين البارزين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، بينما كانت المفاجأة المدّوية التي هزت جميع الأوساط العالمية تواجد اللاعب الجزائري رياض محرز نجم نادي ليستر سيتي حامل لقب البريميرليغ ضمن القائمة على حساب العديد من النجوم الذين كان متوقع لهم التواجد في القائمة النهائية مثل البرازيلي نيمار أو الويلزي غاريث بيل.
تواجد محرز في القائمة النهائية للكرة الذهبية يؤكد أن هذا النجم العربي تفوق على الكثير من نجوم اللعبة البارزين جداً والذين ربما يفوقونه من حيث الإمكانات الفردية والفنيات بالمجمل، وبرهن على أن كرة القدم لا تقاس أبداً بالأسماء ومدى نجوميتها بقدر ما تقاس بالإصرار والعزيمة والإيمان بالقدرات للوصول لمستوى النجومية، فما حققه مع ليستر الموسم الماضي وقيادته للفريق للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه، ربما لم يكن ليحققه ميسي ورونالدو أنفسهما لو لعبا مع ليستر صاحب الإمكانات المتواضعة جداً قياساً بالفرق الإنجليزية الكبيرة!
تواجد محرز ضمن القائمة النهائية بلاشك يعتبر مصدر فخر كبير للكرة الجزائرية وللكرة العربية بشكل عام، فليس سهلاً أن ينافس لاعباً للتو قد بزغ نجمه اللاعبين ميسي ورونالدو، ويزاحم لاعبين بارزين آخرين في النجومية.. فترفع القبعة لأبن الصحراء العتيدة!
وبكل أسف لن تكون حظوظ محرز كبيرة في الفوز بالكرة الذهبية؛ وذلك لأن رونالدو بات الاقرب لحسمها من دون الحاجة للانتظار ليناير القادم لمعرفة النتيجة النهائية، ورغم ذلك، يكفي محرز فخراً أن يكون ثالث أفضل لاعب في العالم بعد رونالدو وميسي اللذين سطر التاريخ اسمهما بأحرف من ذهب على انهما من أبرز أساطير المستديرة عبر كل العصور!

* مشقٌة وعناء
بعض الصحفيين استغلوا تواجد مدرب مانشستر يونايتد السابق السير اليكس فيرغسون في الحفل الخاص المتعلق بمسابقة يورو 2020، والذي سيقام في 13 دولة مختلفة لأخذ رأيه حول مستوى فريقه السابق هذا الموسم وهو تحت إشراف المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو خصوصاً بعد الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الفريق أمام تشيلسي برباعية بيضاء، فاكتفى السير بالرد على انه متواجد هنا للحديث عن اليورو القادم فقط ولا لشيء آخر، أي أنه آثر الإجابة على السؤال المتعلق بمستوى فريقه، وهو ما يُفهم على أنه مستاء جداً ولا يجد ما يطريه في فريقه!
حسن.. إليكم الجواب يا صحفيين.. مانشستر يونايتد يبدو أنه سيكون هذا الموسم أسوأ حالاً مما كان عليه وضعه في عهديّ الراحلين ديفيد مويس ولويس فان غال، فمورينيو ليس بمستوى أفضل منهما، بل إنه في مستوى اقل عطفاً على النتائج ومجموع النقاط التي حققوها الثلاثة في نفس عدد المباريات والفترة التي قضوها في تدريب المانيو!
وفي الحقيقة لا أجد لمورينيو أي أعذار في قيادة فريقه بهذا المستوى المتواضع والمخجل في ذات الأوان، فإدارة النادي رصدت له مبالغ كبيرة للتعاقد مع من يشاء من اللاعبين، واضطرت لدفع 100 مليون يورو صافية ليوفنتوس لاسترجاع اللاعب الفرنسي بول بوغبا بناءً على رغبة “النورمال وان”، ناهيك عن صفقات ابراهيموفيتش ومختاريان وبيلي، علماً بأن مورينيو استلم فريقاً يضم الكثير من النجوم قبل التعاقد مع أي لاعب جديد، أي أن الظروف التي تهيأت له من قبل الإدارة كان يحلم بها مويس وفان غال سوياً!
مورينيو يمر بأسوأ مراحله التدريبية على الاطلاق وربما تفوق سوءًا تلك الفترة التي أنهى بها تشيلسي عقده الموسم الماضي لسوء النتائج، وأقولها صراحةً، إذا أخفق مورينيو في قيادة يونايتد نحو المنصات أو على الأقل وضعه في مسار المنافسات على الألقاب، فأعتقد أن “النورمال وان” لن يكون بمقدوره تدريب فريق كبير آخر في المستقبل، وقد ينتهي به الحال لقبول تدريب فرق الوسط في أفضل الأحوال.. فالمهمة التي يقضيها حالياً في قيادة مانشستر يونايتد، إما أن تعيده لماً كان عليه كواحد من أفضل مدربيّ العالم، وإما أن تردي به للهاوية وحينها سيمضي في نفس الطريق الذي مضى فيه مويس بعد محطة المانيو!