أسامة الماجد - تجديد الفكر الرياضي في البحرين

27-10-2016

سوالف

من المشكلات الرئيسة التي فرضت نفسها على الرياضيين في البحرين منذ أمد بعيد، وتحديدا على لاعبي كرة القدم، عدم وجود ثقافة ذات طابع عالمي، وهذا الأمر بلا شك عامل أساسي من عوامل عدم تأهل منتخب البحرين إلى كأس العالم أكثر من مرة، رغم أنه كان على بعد خطوة واحدة فقط، وقبل أيام عشنا نفس الأزمة عندما خسر منتخب الشباب أمام فيتنام وكرر نفس سيناريو الكبار عندما خسروا أمام منتخبي ترينيداد وتوباغو ونيوزلندا، والغريب في أمر منتخب الشباب أنه لعب في بطولة ولكن تفكيره كان في بطولة أخرى، بمعنى لعب جسدا في كأس آسيا للشباب على أرض البحرين والعقل ينظر إلى بطولة كأس العالم التي ستقام العام المقبل في كوريا الجنوبية، ومن هنا جاءت النتيجة حتمية وهي التشتت والضياع، فنهج كرة القدم الصحيح هو العقل ثم الحركة، ولكن اللاعب البحريني يعمل العكس.
بصورة عامة أنا أتحدث عن تجديد الفكر والانتقال من حالة إلى حالة أخرى، فمثلما ينشط المثقف في ميدانه ويظل متأثرا إلى درجة كبيرة بالتطورات الثقافية وتيارات الحركة الثقافية العالمية، كذلك على الرياضي أن يدخل الملعب بقوة ونشاط وأن يكون ملما بالثقافة الرياضية التي أصبحت ضرورة حاسمة، ومن المستحيل أن تتطور أية رياضة بدون الاعتماد على الرحابة الثقافية التي تكفل النجاح ومواصلة طريق الانتصار. مع بالغ الأسف نحن نلعب كرة القدم بعقلية “الفرجان” ولا نعرف لغاية الآن الكيفية التي ننتقل بها الى عتبة الانطلاقة الجديدة ولا نعرف أيضا التفريق بين النظر والعمل، ومن سمات تأخر اللاعب البحريني - وخصوصا الشباب - مشاهدة أقوى دوريات كرة القدم في العالم كالدوري الإسباني والدوري الإيطالي والإنجليزي ليس بقصد الفائدة واكتشاف وزن الفرق وروح القتال وأسس الانتصار، إنما لتقليد التقليعات وقصات الشعر، فهو يجري وراء التقليد، وهذه هي المعرفة الرائجة عند معظم اللاعبين!
لن تفيد ضخامة الإمكانيات في ظل عدم وجود ثقافة كروية شاملة للإداري واللاعب، وهذه الحقيقة البسيطة تفسر لنا جيدا أسباب عدم وصول البحرين إلى نهائيات كأس العالم وتحقيق البطولات الكبيرة، والأهم اختفاء روح المجاملة. كرة القدم لا تحتاج الى تأويلات واجتهادات وطموحات دنكيشواتية وإنما الى ثقافة، نشاط فكري مختلف عن السائد في أنديتنا.