تعلمت من دبي «إدارة الأزمات»

01-01-1970
حافظ المدلج  كنت في الطابق الحادي عشر أطل على وسط المدينة المزدحم بأكثر من مليون سائح كانوا بانتظار لحظة العد التنازلي لانتهاء عام 2015 واستقبال 2016، وقبل ساعتين اندلع حريق في طابق يعلونا قليلاً وبدأت تتطاير منه المراتب الملتهبة فتشعل أدواراً أخرى، استحضرت حينها كل ما قرأته وشرحته في المنهج، وتحديداً كيف تتحول «الأزمة» إلى «كارثة».

خلال دقائق تم إخلاء الفندق المكوّن من 67 طابقاً مملوءة بالنزلاء، وحين وصلت للشارع دخلت في مئات الآلاف من البشر المتحركين في اتجاه واحد بيسر وسهولة ونظام، وبعد دقائق أخرى وجدت نفسي بعيداً عن موطن الخطر مبهوراً من عملية الإخلاء والإجلاء الناجحة، وشعرت بالفخر حين علمت أنه لم تحدث حالة وفاة واحدة في هذا الموج المتلاطم من البشر الفارين من النار إلى الحياة، وأدركت حينها أنني أمام مثال رائد في «إدارة الأزمات».
ولم ينته الأمر عند هذا الحدّ، بل كانت سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة متواجدة في أماكن قريبة، وقد تم فرش الأرض بعدد من نقالات المصابين وبجوارها أجهزة الاكسجين والمغذيات تحسباً لأي إصابة تستوجب العناية الأولية المباشرة، وبعد ساعات تلقيت اتصالاً من دائرة دبي للسياحة تخبرني أن هناك غرفة بديلة قد أعدّت لكل نزيل في فندق لا يقل عن درجة الفندق الذي التهمته النيران، فأيقنت بأن الدرس قد اكتمل وأن التجربة قد نجحت بمعلومات ثريّة سأنقلها لطلابي في الفصل القادم لأقول بكل «فخر» كنت في دبي أتعلم «إدارة الأزمات».

*عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم