طريق اللؤلؤ فى البحرين بين التراث العالمى والاقتصاد الوطنى

Submitted by dody on اثنين, 07/02/2012 - 22:44

طريق اللؤلؤ فى البحرين بين التراث العالمى والاقتصاد الوطنى

---

جاءت موافقة لجنة التراث العالمي لدى انعقاد دورتها الـ36 في سانت بطرسبورغ الروسية، على تسجيل مشروع طريق اللؤلؤ على قائمة التراث العالمي الإنساني، تأكيدا على استيفاء الموقع لمتطلبات تسجيل المواقع التراثية، ليصبح ثاني موقع بعد قلعة البحرين المسجل عام2007 يُدرج بالقائمة، وهو ما يعكس مدى الاهتمام الذى توليه الحكومة البحرينية برئاسة الشيخ خليفة بن سلمان للشأن الثقافي ايمانا بأهمية الثقافة كعنصر فاعل في تشكيل وجدان الشعوب من ناحية، وتعبيراً واضحاً عن مدى اعتزازه بجزء أصيل من تراث مملكة البحرين أسهم في تشكيل وجدان شعبها عبر التاريخ من ناحية ثانية. ورغبةً منه في ترسيخ القيم التراثية الأصيلة وجعل إرث الماضي حاضراً في الإذهان ليكون قاعدة تسير عليها منظومة البناء والنهضة التى تشهدها المملكة من ناحية ثالثة.

يذكر ان طريق اللؤلؤ يُعد موقعاً تراثياً جرى تأسيسه لتوثيق تاريخ حقبة من الحقب الزمنية في البحرين، كان اقتصادها يعتمد على اللؤلؤ، ويبدأ الطريق من هيرات اللؤلؤ قرب قلعة بوماهر ويمتد لـ3 كيلومترات تقريباً وصولاً إلى بيت سيادي، حيث يضم الطريق على طوله عدداً من البيوت التراثية توثق لحياة العاملين على مهنة صيد اللؤلؤ من الطواش والغواص والنوخذة والسيب وسواهم.

ومن الجدير بالاشارة أن تكلفة هذه المشروع بلغت حوالى 12 مليون دينار بحرينى امتدت على مدى 3 سنوات، بذلت خلالها الحكومة البحرينية بصفة عامة ووزارة الثقافة على وجه الخصوص الجهود كافة من اجل تحقق هذا النجاح الدولى، حيث تقدمت وزارة الثقافة والإعلان في المملكة باقتراح إلى المنظمة لوضع "طريق اللؤلؤ" على قائمة التراث العالمي في مؤتمرها الدولي الذي سيقام في البحرين في صيف 2011 حينها، سوف تتم مراجعة الملف والنظر في أهمية صيد اللؤلؤ كإرث بشري. قد تكون أسهم المشروع مرتفعةً لدخول القائمة، وخصوصاً أن زراعة اللؤلؤ مثلت عماد اقتصاد الأرخبيل حتى الثلاثينيات من القرن المنصرم، لكن اكتشاف اللؤلؤ الصناعي أسهم في تدهور أسواق اللؤلؤ الطبيعي.

وغنى عن القول أن هذا المشروع يمثل اضافة جديدة الى رصيد مملكة البحرين الثقافي الذى اهلها لاختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2012 جريا على عادة اتبعتها منظمة اليونسكو لتنشيط الثقافة في العواصم العربية، وبما تمثل خطوة جادة لتأكيد وضع المملكة على خريطة السياحة العالمية بما تتمع به من مقومات سياحية، بدءا من الشواطئ التي تحيط بها من جميع الجهات، مرورا بالجزر، والبيئة الصحراوية، والآثار من معابد ومتاحف وقلاع أثرية وبيوت قديمة وتراث شعبي ووطني ومهن آبائنا وأجدادنا التي مازالت تمارس إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى كل ذلك تتميز بحريننا بالنهضة الحضارية الحديثة وتناميها يوماً بعد يوم، ومشروعات التنمية عجلتها مستمرة، وأماكن الجذب السياحي تزداد يوماً بعد يوم وخصوصاً في الآونة الأخيرة، فمشروع "الفورمولا – 1" ومشروع العرين و"جنة دلمون المفقودة" ومجمع "ستي سنتر" وما قبله من مجمعات تجارية ومنتزه عين عذاري الذي فتح أبوابه للزوار... جميع هذه المشروعات تبشر بنهضة جديدة للسياحة فى المملكة. بما يجعل هذا المشروع خطوة فى سلسلة متشابكة ومترابطة تستهدف جعل الثقافة السياحية احد دعائم اقتصاديات السياحة لما تسهم فيه من تحقيق المزيد من الرواج السياحى وجذب المزيد من الزوار للتمتع بالاماكن والمعالم السياحية.

ومن الاهمية الاشادة بدور المواطنين البحرينيين الذين يقطنون فى محافظة المحرق واحياءها القديمة وساهموا فى نجاح هذا المشروع، ايمانا منهم بدورهم الوطنى المخلص فى تشجيع السياحة البحرينية لدعم قدرات الاقتصاد البحرينى، فعملية النهوض بالسياحة سيستفيد منها الجميع حتى المواطن العادي والبسيط من خلال التعرف على وطنه ومقوماته وتاريخه، ومن خلال وجود برامج عائلية ترفيهية وسياحية، التي يفتفدها المواطن البسيط في حقيقة الأمر.

خلاصة القول أن مملكة البحرين نجحت بفضل جهود حكومتها الوطنية من تحقيق العديد من الانجازات والنجاحات التى يجب ان يفخر بها المواطن البحرينى، ويأتى هذا الانجاز الدولي الذي يؤكد في اسمى معانيه المكانة الحضارية والتاريخية التي تمتد الى فترة ما قبل التاريخ، حيث يؤكد على اهمية ابراز التراث البحرينى بالشكل الذى يليق بتاريخ المملكة وعراقتها وما تمتلكه من حضارة انسانية ما زالت آثارها شاهدة على ما مرت به البحرين من حقب تاريخية كانت فيه مركز اشعاع وتنوير وما زالت تجسد الإرادة الصادقة والطموح الذي عرف به الانسان البحريني منذ القدم في العطاء المتجدد.