جمعية الوفاق البحرينية لم تصمت دهرا ونطقت كفرا

Submitted by dody on خميس, 05/24/2012 - 13:50

جمعية الوفاق البحرينية لم تصمت دهرا ونطقت كفرا

---

كشف البيان الصادر عن جمعية الوفاق البحرينية بشأن فكرة الاتحاد البحرينى السعودى عن حقيقة النيات التى ظلت تخفيها الجمعية وانصارها على مدى التاريخ الطويل، فقد كان بمثابة النقاط على الحروف فى مواقفها ورؤيتها حيال وطنها وتجاه انتماءها القومى، كما يمثل ردا قاطعا على ادعائاتها الباطلة بأن مطالبها وطنية وليست طائفية. ولكن القراءة لرد فعلها سواء فيما قامت به من افعال او ما صدر عنها من بيانات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على امرين مهمين: الاول، ان الولاء العقائدى المذهبى يسمو على الولاء القومى، وان الانتماء الى الطائفة يأتى سابقا على الانتماء الى الوطن. الثانى، أن علاقاتها مع طهران علاقة توجيه وتنسيق وترابط اكثر منها علاقة انتماء الى مذهب واحد يدلل على ذلك تزامن دعوتها لمظاهرات كبرى فى المملكة حاملة شعار "لبيك يا وطنى" مع التظاهرات التى قام بها الايرانيون اعتراضا على فكرة الاتحاد برمتها، بل الاكثر دهشة من ذلك ان الدعوة جاءت فى اليوم التالى للتظاهرات فى طهران. فليس مصادفة ان يتزامن الحدثان دون ترتيب مسبقا و اتفاق سابق.

وفى ضوء ما سبق، يصبح من الاهمية بمكان التأكيد على امور عدة توضح الملابسات التى تحيط بموقف جمعية الوفاق تجاه المملكة وشعبها وقيادتها، وذلك على النحو التالى:

أولا- ليست مبالغة القول ان الاحداث التى شهدت البحرين حتى ما قبل احداث فبراير ومارس 2011، تؤكد على تبعية جمعية الوفاق الى الجمهورية الايرانية فكريا وسياسيا وعقائديا، حيث ترى فى ايران النموذج واجب الاتباع والتقليد دون ان تسأل ماذا حقق النظام الايراني للمواطن سوى الفقر والعوز والمرض وتفشى البطالة رغم ما تمتلكه الدولة من قدرات وثروات وموارد طائلة إن احسن استغلالها سيكون مستوى معيشة الفرد فى ايران يتماشى مع مستوى معيشته فى البلدان المتقدمة، إلا ان الانحرافات السياسية التى يرتكبها القائمون على الحكم فى طهران اوصلت مجتمعاتها الى درجات الدول الفاشلة.

ثانيًا- كشف بيان جمعية الوفاق بخصوص فكرة الاتحاد عن تناقض واضح وخلل جلّى فى ادراكات القائمين عليها، فاذا كان صحيحا أنه لا يحق لأحد تحت أي ظرف المساس بسيادة البحرين واستقلالها كما جاء فى بيانها، إلا انه من الصحيح ان هذا الكلام يصبح لغوا اذا ما وجهت الجمعية وجهها شطر طهران، حيث ترى انها مفوضة عن الشعب البحرينى فى تحديد مفهوم سيادته ودلالة استقلاله. فاستقلالية البحرين وسيادتها تعنى بوضوح استقلالية الارادة العامة للشعب البحرينى وقدرتها على حسم خيارتها بما ينفق ومصالحها الوطنية والقومية، وهو ما لا يتعارض مع فكرة الاتحاد سواء فيدرالى او كونفدرالى اذا ما قرر الشعب ذلك، فلم يقل احد أن الوحدة الاوروبية نوعا من الاعتداء على استقلال الدول الاوروبية او كانت مساسا بسيادتها طالما تمت وفقا للارادة الشعبية. أما ما يمس السيادة البحرينية واستقلالها هو الممارسات الايرانية اللاقانونية فى موقفها من الشأن البحرينى، بدءا من تصريحات مسئوليها مرورا بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والدعم اللوجستيى والاعلامى لجمعية الوفاق وغيرها من التجمعات الطائفية، وصولا إلى موقفها الاخير من فكرة الاتحاد البحرينى السعودى ألم يعد ذلك تدخلا فى الشأن البحرينى وافتئات على ارادة شعبه اذا ما ترأى لها ان تستكمل خطوات الاتحاد؟ فمن اعطى طهران الحق فى الاعتراض او القبول؟ أليس هذا شأنا بحرينيا خالصا؟

ثالثًا- كل ما سبق يفضح الادعاءات الباطلة والشعارات الزائفة التى رفعتها جمعية الوفاق فى تبرير خطئها تجاه الوطن وحيال ابناءه ومستقبله حينما سعت الى الارتماء فى احضان الدولة الصفوية باطماعها التوسعية. وهو ما يلقى بالمسئولية على جميع افراد الطائفة الشيعية الذين لا يؤمنون بافكار ولاية الفقيه والارتماء فى احضان الخارج بعيدا عن وطن احتضنهم وقدم لها الكثير ولم يلقى منهم سوى النكران وبيعه الى من يدفع اكثر. فعلى هؤلاء من رجال الطائفة الشيعية الذين يدركون خطأ المسار وخطيئة التوجه وانحراف الهدف ان يسارعوا اولا بتصحيح موقفهم وابرازه والرد على مواقف هؤلاء غير الوطنية التى تسئ الى طائفة عاشت وتعايشت ضمن احضان الوطنن وأن ترفض ما يسعى اليه امثال هؤلاء باجنداتهم وانتماءاتهم الخارجية.

خلاصة القول اذا كان صحيحا ان الحكومة البحرينية برجالاتها وابطالها بذلت كل ما فى وسعها من اجل الحفاظ على استقلالية المملكة ووحدة اراضيها وصون كرامة مواطنيها وحفظ مكانتهم والذود عن حرياتهم، إلا انه من الصحيح كذلك ان جمعية الوفاق انبضحت كثيرا فى مواقفها وتخاذلت فى رؤاها حينما ادعت انها بمظاهراتها تلبى نداء الوطن، وإنما الحقيقة المؤكدة انها تلبى نداء الطائفية والمذهبية.