المنامة عاصمة للصحافة العربية لعام 2012: شهادة جديدة للنهضة البحرينية

Submitted by dody on أربعاء, 02/01/2012 - 02:02

المنامة عاصمة للصحافة العربية لعام 2012: شهادة جديدة للنهضة البحرينية

---

ليست مصادفة ان يعلن ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الذى يتخذ من الاردن مقرا له فى فعاليات دورته الثالثه، عن اختيار المنامة عاصمة للصحافة العربية لعام 2012، تزامنا مع استضافة مملكة البحرين لفعاليات الدورة الرابعة للملتقى في 28-29 فبراير الحالي. وذلك فى ضوء ما تشهده مملكة البحرين اليوم من تميز اعلامى وازدهار ثقافي من حيث الطرح والكفاءة، مرتكز على مناخ واسع من حرية الرأى والتعبير ضمن منظومة من الحريات العامة والشخصية التى كلفها ميثاق العمل الوطنى ونصوص الدستور البحرينى والقواعد القانونية المنظمة لمختلف نواحى الحياة. ففى ظل جو عام مفعم بالحيوية والديناميكية فى طرح جميع القضايا السياسية والوطنية في جميع وسائل الإعلام في إطار من الشفافية والموضوعية. بما يعطى في مجمله دلالة واضحة على قوة وفاعلية الاعلام البحرينى بصفة عامة والصحافة البحرينية على وجه الخصوص ومدى قدرتها على مواكبة وملازمة  بل والاستفادة من النهج الديمقراطي والإصلاحي الذي تشهده المملكة البحرين في شتى المجالات، وترسخ بصورة جلية في الجهود الحكومية المستمرة من اجل الارتقاء بالمجتمع البحرينى بمختلف فئاته وطوائفه.

واذا كان صحيحا ان الدول تواجه فى مسيرتها نحو التطور والتنمية عقبات وعراقيل عديدة بعضها داخلى والاخر خارجى، إلا انه من الصحيح ايضا ان نجاح هذه الدول فى مواجهة هذه العقبات وازالة تلك العراقيل يظل مرهونا برؤى قياداتها وبتطلعات شعوبها المساندة تلك الرؤى والطموحات ونقلها من مجال التنظير الى مجال التفعيل، ومن اطار الفكر الى اطار العمل. ومن هنا يبرز دور الاعلام بمختلف وسائله واجهزته فى تصحيح المسار وتقويم السلوك وتوجيه الحركة واعادة ضبط المفاهيم المغلوطة والافكار الخاطئة والرؤى المنحرفة بعيدا عن جادة الطريق، وهو ما تحقق بوضوح في قدرة وكفاءة الحكومة البحرينية ممثلة في هيئة شؤون الإعلام على نجاحها فى تقديم المملكة فى صورة تتواكب مع اصالة الشعب البحرينى، وتطلعاته وطموحاته، وفقا لما تمتلكه وتزخر به المملكة من كفاءات بشرية وكوادر إبداعية وبنية تحتية متميزة, في ظل دعم الهيئة اللامحدود للإعلام والصحافة لأداء رسالتها التثقيفية والتنويرية، وهو ما كان موضع اشادة من الجميع لمعرفتهم بتاريخ المملكة المشرف فى مجال حرية الاعلام والحرص على توفير الضمانات كافة لممارسة عمله فى حيادية وموضوعية دون تدخلات او املاءات من اى طرف مهما كان، فمملكة البحرين كما يعلم الجميع من أوائل دول المنطقة التي دعمت الصحافة، واطلقت الصحف، ورفعت سقف الحرية في طرحها ، منذ سنوات طويلة.

ويظل من المهم تسجيل ملاحظتين فيما يتعلق باعلان المنامة عاصمة للصحافة العربية لهذا العام، يتمثلان فيما يلى:

أولا- ان اختيار المنامة عاصمة للصحافة العربية جاء من جانب ملتقى الاعلاميين الشباب العرب، وهنا تكمن دلالة مهمة ان القائمين على هذا الملتقى هم فئة الشباب الذين يحملون طموحات امتهم وامانى شعوبهم نحو غد اكثر اشراقا ومستقبل اكثر نجاحا، فما يعيشه العالم العربى اليوم من ربيع عربى يؤكد على دور الشباب ورؤيتهم فى ادارة تلك المرحلة وحرصهم على الفرز بين ما يستحق ان يبقى وما يجب ان يزول، فاذا كان للشباب العربى موقفا واضحا مما تعيشه البلدان العربية فى ظل زعامات عربية اذعنت الشعوب لسطوتها واذاقتها هول عذاباتها بما جعلهم يرفضون هذه القيادات ويخرجون عليها مطالبين باسقاط نظمهم الحاكمة كما هو الحال فى مصر وسوريا واليمن وليبيا. إلا انه على الجانب الاخر تظل القيادات التى تحظى برضاء شعوبها ودعمهم بما يقدمونه من خدمات جليلة وما يبذولونه من جهود مضنية فى سبيل الارتقاء باحوالهم المعيشية وظروفهم الحياتية وتحقيق امنهم وامانهم كما هو الحال فى بلدان الخليج العربى بصفة عامة ومملكة البحرين على وجه الخصوص فى ضوء النجاحات والانجازات التى شهدتها المملكة على مدى العقد الماضى وترسخت جذورها خلال العام الماضى بما اتخذته الحكومة البحرينية من خطوات جادة نحو معالجة تداعيات ازمة افتعلتها بعض القوى المغرضة المنسوبة إلى المعارضة البحرينية، وهو ما رفضه الشباب البحرينى بوقوفه صفا واحد خلف قياداته السياسية مؤكدا على دعمه ومواصلة تأييده لجهودها وعطاءه لوطنها.

ثانيا- تظل الحرية نبراسا على رؤوس البشر طالما آمنوا بدورها ورسالتها وقدسية احترامها وعدم المساس بها، وهو ما يمثل ركنا اساسيا من اركان مملكة البحرين، حيث نشأت المملكة منذ قديم الازل ويعيش شعبها فى منظومة متكاملة من الحقوق والحريات التى تؤكد على انسانيتهم واحترام قيادتهم لمكانتهم كمواطنين كاملة الاهلية دون انتقاص او تقليل من مراكزهم القانونية وحقوقهم السياسية وحرياتهم المدنية. وهو ما يمثل علامة بارزة فى تاريخ المملكة ونقطة مضيئة فى مسيرتها صوب مستقبل اكثر اشراقا فى ظل قيادة سياسية تؤمن ان الحرية هى اثمن القيم، وحكومة وطنية تؤكد بممارستها اليومية ان المواطن بحقوقه وحرياته يمثل الاولوية فى مجال اهتمامها.

خلاصة القول ان اختيار المنامة عاصمة للصحافة العربية لعام 2012 يمثل ردا عمليا وقاطعا على ادعاءات كاذبة وافتراءات باطلة يثبت الواقع العملى رفضها والطعن فى وطنية مروجيها من اصحاب الاجندات الخارجية والولاءات المذهبية.