جمعية الوفاق البحرينية وعقدة اوديب النفسية

Submitted by dody on خميس, 10/20/2011 - 01:01

جمعية الوفاق البحرينية وعقدة اوديب النفسية

---

حسين محمود

متخصص فى الشئون العربية

تشير كتابات التحليل النفسى الى عقدة اوديب كنوع من المرض النفسى الذى يعانى منه البعض، والتى لجأ اليها عالم النفس سيجموند فرويد فى فك طلاسم الصراعات النفسية للمرضى النفسيين، لاعتقاده بوجود تماثل ما بين معاناتهم, وبين الحياة البدائية من حيث الميول والرغبات. إلا ان هذا النمط لا يمثل فقط كما هو شائع مرض التعلق بالأم, ولكنه يشير إلى أهم الأمثلة الإنسانية التي عبرت عن البشرية عامة في كفاحها, وأيضا ذنوبها، فأوديب أكبر خطأ إرتكبه, هو الغرور والكبرياء غير المحمود, والثقة الزائدة بالنفس, جعله يترفع عن النقد الذاتي, وهذا هو مكمن الآفة لدى البعض، والمتمثلة فى الغرور الذي يجعل من رؤية كل طرف هي الحقيقة المطلقة أو الصواب المحتوم, ومن يختلف عن هذه الرؤية, هو عدو فاحذره. فما شهدته مملكة البحرين من ازمة سياسية كادت ان تهدم كيان الدولة ووجودها نتيجة مواقف وممارسات خاطئة من البعض اعتقد خطأ انه صاحب الرؤية السليمة والرأى السديد والحكمة المتعقلة، ليخطف الوطن باعتباره هو الامين على مصالحه، والمحقق لطموحات الناس والمحترم لمبادئهم. فاذا كان صحيحا ان القيادة السياسية بمشروعها الاصلاحى المتميز الذى مثل نقلة نوعية فى حياة المملكة وشعبها لينقلها الى مصاف الدول المتقدمة بفضل جهود الحكومة البحرينية المتميزة والتى نجحت فى نقل الرؤية الملكية الى واقع ملموس يشعر به المواطن البحرينى ويلمسه كل مقيم فى تلك المملكة وتسجله كافة التقارير الدولية والاقليمية حول نجاح الحكومة فى الوصول بمعدلات النمو الى مستويات غير مسبوقة، وتحقيق معدلات مرتفعة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية تجلت فى الوصول بالتعليم الى الجميع وتقديم الخدمات الصحية الى كافة المواطنين والمقيمين، فضلا عن الارتقاء بمستوى مختلف القطاعات الخدمية. إلا ان المملكة فوجئت بما يحاول خطف الوطن لصالحه ولصالح من يقف وراءه ويدعمه ويشجعه محاولا اقناع الجميع بأنه القادر والأمين علي مصالح الوطن ومواطنيه، مدعيا لنفسه الفهم الصحيح واحتكار العلم والمعرفة ببواطن الامور وان ما ينطق به الحق وما يقوله مخالفيه الباطل، متناسين ان الاوطان تبنى بالتكامل وان الوحدة تقوم على الاختلاف والتباين. وان الحوار هو الالية الحاكمة لسياسات الدولة وتوجهاتها، فاذا كانت القيادة السياسية دعت الى حوار وطنى خرج بمرئيات توافقيه حظيت باحترام الجميع، وسارعت الحكومة باتخاذ الخطوات العملية لوضعها موضع التنفيذ من خلال رسم السياسات ووضع الخطط والبرامج وتشكيل لجان المتابعة والتقييم، فإنه اضحى من السهولة القول ان المستقبل المنظور سيشهد تطورات ايجابية فى حياة المواطنين من خلال العمل على حل مشكلاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يحقق تطلعاتهم ويلبى طموحاتهم.

فمن نافلة القول أن ما حققته الحكومة البحرينية خلال الفترة السابقة فى المجالات الاجتماعية كالصحة والاسكان والتعليم والعمل على معالجة قضايا البطالة واتاحة المزيد من فرص العمل من خلال جذب المزيد من الاستثمارات الجادة لاقامة مشروعات صناعية وسياحية، فضلا عن المشروعات الخدمية التى عملت على تيسير الحياة على المواطنين كافة. هذا فضلا عن جهودها المستمرة من اجل الحفاظ على اللحمة الوطنية والوحدة المجتمعية لكافة طوائف المجتمع البحرينى وانتماءاته، حيث وضعت الخطوات الجادة نحو احترام الحقوق والحريات للجميع، اضافة الى حرصها على كفالة حرية الرأى والتعبير للجميع فى المطالبة بحقوقه المشروعة دون تهديدات او اعتداءات او تجاوزات، ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المواطن البحرينى هو لب اهتمام حكومته ومحور ارتكاز سياساتها، ونقطة الانطلاق نحو غد مشرق. وهو ما يجعل التجاوزات والانتهاكات التى ارتكبتها جمعية الوفاق البحرينية بحق الشعب البحرينى وما اثارته من زعزعة استقرار المملكة وامنها يعكس الحالة النفسية المرضية التى تعانى منها والتى ترى فيها ان صاحبة الحكمة والرأى الصحيح، وهو ما اثبت الواقع خطأ رؤيتها وخطيئة سياساتها.