البحرين واغاثة الشعب الصومالى....مبادرة القيادة وتضامن الشعب

Submitted by a.eldariby on اثنين, 08/15/2011 - 00:15

البحرين واغاثة الشعب الصومالى... مبادرة القيادة وتضامن الشعب

---

                                أحمد متولى بدوي

باحث فى الشئون السياسية

ليست مصادفة ان يشهد العالم اجمع بالدور الذى تلعبه مملكة البحرين فى مساندة الشعب الصومالى فى محنته ومأساته الانسانية، فالتاريخ الممتد والحاضر الراهن يؤكدان على حرص المملكة قيادة وشعب على تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين والمنكوبين كافة فى مختلف انحاء العالم، يأتى ذلك انطلاقا من ايمان المملكة بالدور الانسانى الذى تتحمله تجاه دول العالم بصفة عامة وابناء العروبة والاسلام على وجه الخصوص، وهو ما يؤكد جليا على عمق الروابط الانسانية والاخوية التى طالما عُرف بها هذا الشعب المعطاء.

وقد جاءت المبادرة الملكية من العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة برصد ثلاثة ملايين دولار لمساندة الشعب الصومالى، تعبيرا حقيقيا عن روح الاخوة الإسلامية، والاعلان عن بدء اطلاق الحملة الوطنية لاغاثة الشعب الصومالى تحت اشراف المؤسسة الخيرية الملكية التى سارعت الى تنظيمها بصورة ساهمت جديا فى تعبئة الشعور الانسانى والقومى لدى المواطن البحرينى والمقيم على ارض المملكة للاسراع بتقديم الدعم والمساعدات بمختلف صورها واشكالها ما بين مساعدات مالية واخرى عينية وثالثة طبية ورابعة غذائية ...الخ، ليتجاوز حجمها أكثر من مليون دينار بحريني ساهم فيها مختلف شرائح المواطنين والشركات والمؤسسات، وهو ما يؤكد على الدور القومى الذى تلعبه المملكة تجاه جميع الاشقاء العرب، فصحيح ان ما تشهده بلدان المنطقة برمتها من تغيرات وتحولات ومستجدات تفرض على الجميع الانشغال بتطورات اوضاعه ومستجدات احواله، غير عابئ بما يشهده المحيط الاقليمى من مشكلات وما يعانيه من ازمات وقضايا، إلا انه من الصحيح ايضا انه فى لحظات الازمات وشدتها تبرز المعادن النفسية والاصيلة لتكشف عن جوهرها الكامن فى اصولها، بما توليه من اهتمام وما تعطيه من عناية وما تقدمه من مساعدات وما تطرحه من رؤى وتصورات تسهم بلا شك فى الخروج من تلك الازمات وضيقها الى رحابة الحلول وبداية الانطلاقة، وهو ما ينطبق بصورة جلية على الموقف البحرينى المتميز تجاه الازمة الصومالية وما يعانيه الشعب الصومالى العربى من مأساة انسانية تكاد ان تقضى على وجوده وتلغيه من على خارطة العالم. وصحيح ان الشعب الصومالى كان ضحية ممارسات دولية وتدخلات اقليمية ونزاعات محلية هدف كل طرف منها الى تحقيق مصالحه وكسب النفوذ فى منطقة جيواستراتيجية، لكن من الصعوبة بمكان على الضمائر الانسانية ان تتركه فريسة لكل هذه الانقسامات والصراعات، وإنما تسارع الى تقديم يد العون والمساعدة كما عبر عنه الموقف البحرينى قيادة وشعبا ايمانا بحجم المسئولية وعبء الدور وعظم الموقف الذى يعانى فيه شعب ظلما من قياداته وتجاهلا من جيرانه وطماعا من اعداءه.

خلاصة القول، يظل الموقف البحرينى مثالاً للجميع فى سرعة استجابته وتجاوبه وتلبيته لنداء الاغاثة والمساعدة التى اطلقها الشعب الصومالى لكافة بلدان العالم، فالمبادرة الملكية المتميزة والحملة الوطنية الانسانية عكست من المواقف الانسانية ما تقف الكلمات عاجزة عن وصفها، ولكن هذا هو ديدان المملكة قيادة وشعبا فى الوقوف الى جانب جميع الشعوب، فالمبادرات والمساعدات التى سبق ان قدمتها المملكة الى الشعوب العربية والاسلامية كما حدث وما زال يحدث حيال الاخوة الفلسطينين، وكذلك الشعب الاحوازى المسلم الواقع تحت الاحتلال الايرانى والذى لا تقل معاناته عن معاناة الشعب الفلسطينى الواقع تحت الاحتلال الاسرائيلى، وكذلك مساندته ومساعدته الى الشعب الكشميرى وغيره من الشعوب العربية والاسلامية لهو دليل قاطع على ايمان المملكة بتعميق الروابط الانسانية وصلات المودة والتراحم والتكافل التي تجمع شعوب الامتين العربية والاسلامية جمعاء من جانب، كما يؤكد على القيم الانسانية التي تحرص المملكة على تأصيلها في علاقاتها مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة من جانب آخر.