تعلموا من النصر والهلال

جريدة الرياض
18-11-2019

ببلوغ الهلال نهائي دوري أبطال آسيا وتجاوزه مباراة الذهاب منتصراً بهدف نظيف ما يعني قربه من إحراز اللقب، وكذلك الوضع الجيد الذي بات عليه النصر بوصافته فرق الدوري السعودي بفارق الأهداف عن الهلال المتصدر، لفت نظري أن من يتولى إدارة هذين الناديين الكبيرين شخصيتان هادئتان وسط ضجيج واسع يعيشه الوسط الرياضي.

كل فرق الدوري واجهت تعثرات وتدنياً في المستوى والنتائج، النصر والهلال فقط هما من استطاعا تجاوز الأزمات بهدوء لافت، بدأ النصر موسمه بصفوف غير مكتملة جراء الإصابات التي استشرت في الفريق ونجومه الأجانب المميزين، وأدى ذلك لخروجه من دوري أبطال آسيا وتقهقره في سلم الترتيب مع ما يصنعه ذلك من غضب جماهيري وإعلامي معتاد خصوصاً النصر حامل لقب الدوري، غير أن تعامل إدارة صفوان السويكت والجهاز الفني بقيادة روي فيتوريا والتناغم الواضح بينهما بمنح البرتغالي كامل الصلاحيات لترتيب الأوراق، واستثمار الإمكانات المتوفرة مع عودة المصابين شيئاً فشيئاً تمكن البطل من النهوض والعودة القوية بالفوز على المنافس التقليدي وتقليص الفارق النقطي، يحدث هذا من دون تغيير في سياسة التعامل مع الإعلام بالبعد عن التصريحات، والتعليق على أي حدث يستحق أو لا يستحق باستثناء بيانات رسمية عند الحاجة، وكان ذلك مثار اهتمام بأن أصبح الفريق (الأصفر) بالفعل يعمل بقيادة فنية مدعومة إدارياً، وبمعزل عن الإثارة الخارجية، وكثير من الإشكاليات عولجت بالقانون وبهدوء تام.

(الأزرق) كذلك خسر من النصر في الدربي على ملعبه بأرض جامعة الملك سعود التي ملأت جماهيره 70 بالمئة من المدرجات، وفوت فرصة توسيع الفارق مع منافسه والتفرغ للمهمة الآسيوية، كانت الخسارة مؤثرة، وكذلك استقبال أربعة أهداف من السد القطري في الإياب الآسيوي رغم عدم تأثيرها في بلوغ النهائي؛ إلا أن الهلاليين تمكنوا من استعادة الثقة سريعاً على طريقة الكبار، وظهر نجومه أمام أوراوا الياباني بشكل رائع وتركيز عالٍ، طمأن عشاقه على مستقبله ومدى قدرته على تجاوز لقاء الحسم الأحد المقبل في سايتاما، ولم يكن لرئيسه فهد بن نافل أي ظهور مثير سواء عن التعثر، أو استعادة الثقة بالتواجد يوم التتويج؛ ما يعني أن العمل كان مركزاً على دعم الجهاز الفني بقيادة رازفان واللاعبين، وتهيئتهم لتنفيذ ما يطلب منهم بعيداً عن أي مؤثرات، أو الاستسلام لتعثر مفاجئ.

النصر والهلال هذا الموسم يحظيان بإدارتين هادئتين ويملكان قوى فنية كبيرة وهذا هو المهم، الرئيسان لا يملكان تجربة سابقة، هما حديثا عهد في العمل بالأندية، النتائج تؤكد أن الضجيج والتصريحات مهما كان أصحابها ذوي الخبرات أو من الشخصيات المعروفة لا تؤكل عيشا.ً!!