‏‫نمون على «الأخضر»

جريدة الرياض
18-11-2019

صُدمت وأنا أشاهد اللاعبين السابقين خالد الشنيف وصالح الداوود عبر الاستديو التحليلي المصاحب لمباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب أوزبكستان، التي انتصر فيها رجال الأخضر بثلاثية خارج أرضه وأمام أكثر من 60 ألف مناصر للأوزبك - وهما يستخدمان أشد أنواع النقد الفني لمنتخبنا الوطني.

قد أتقبل بالتأكيد هذا النقد ما بين شوطي المباراة رغم أن النتيجة حينها كانت تشير إلى التعادل الإيجابي، ولكن أن يستمر النقد اللاذع وعدم الإنصاف حتى بعد الانتصار المهم جدًا خارج أرضك، فهنا نضع ألف علامة تعجب!!

مدرب الأخضر إيرڤي رينارد لا يزال في بداية تسلمه زمام القيادة، وما زالت مبارياته الرسمية مع المنتخب لم تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة، ومع ذلك يقف في صدارة المجموعة.

زياد الصحفي يلعب كمدافع أمام العويس، هل المطلوب منهما الانسجام من أول معسكر أو معسكرين، أم أنهما يحتاجان الوقت الكافي مثلما حدث مع محمد الدعيع وقلوب الدفاع جميل والخليوي ثم عبدالله سليمان، إذ إن الدعيع ودفاعه في 1993م لم يكونا كما صاروا فعلا في 1994م عندما حضر الانسجام والتجانس.

لماذا لا تظهر قوة النقد إلا على المنتخب؟ وهل لو كان أحد أندية الوطن في مشاركة خارجية، وعاد لتحقيق الانتصار في آخر دقائق المباراة، فهل سيتجرأ الشنيف والداوود على انتقادهم أم سيتواريان خوفًا من غضب المدرج؟!

فيما نجدهما على أبناء المنتخب يحملون سيوف النقد وتكسير المجاديف، خصوصًا أن الجماهير لم تعد تدافع عن منتخبها كما كانت سابقًا.

لا نريد تكرار الأخطاء نفسها مع المدربين، فمن يصدق أن البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا تمت إقالته في مونديال كأس العالم بفرنسا بعد ثاني مباريات الأخضر في البطولة، والسبب خسارته برباعية على أرض فرنسا من أعظم فريق في تاريخ الكرة الفرنسية بقيادة الأسطورة زين الدين زيدان، وهو المنتخب الذي فاز بلقب تلك البطولة بعد أن هزم البرازيل بثلاثية نظيفة!!

ومؤخرًا تمت إقالة الأرجنتيني بيتزي بسبب خسارته من اليابان بفارق هدف، وهو منتخب منافس من الطبيعي أن تهزمه ويهزمك.

وبإقالته خسرنا توليفة جميلة بدأت تظهر ملامحها، ولكن - مع الأسف - انتهى مشروعه وعدنا إلى نقطة الصفر، وهكذا دواليك.

في الأخضر مواهب جميلة، وما هدف سالم الدوسري إلا دليل واقعي، ورغم ذلك لا نسمع عبارات التحفيز والثناء مثلما نسمع حروف القسوة عند الإخفاق.

فالداوود أكثر لاعب يدرك معنى الصبر على لاعبي المنتخب حتى يدخلوا التشكيلة؛ حيث بقي احتياطيًا من 1994م منتظرًا أكثر من خمس سنوات ليشارك مع المنتخب أساسيًا في 1999م ومن ثم يعود لناديه ويعتزل في النصر! أما الشنيف فلا أعتقد أنه وجد أكثر من خمس مباريات دولية!! إذا لم تقفا مع نجوم الأخضر وتشعرا بإحساسهم فمن يقف؟!!

في قلبي عتب كبير على المسؤولين في الاستديو التحليلي الذين نُجلهم ونحترمهم، لماذا لم نشاهد مظاهر الفرح بعد المباراة؟!

لماذا لا تنشروا الإيجابية بين أطياف المجتمع طالما انتصر منتخبنا الأخضر، وبصراحة لو لم أشاهد نتيجة المباراة لاعتقدت أن الأخضر خسر بخماسية.

بعض الجماهير والإعلاميين:

إذا خسر الأخضر هاجموه وطالبوا بإقالة مدربه كالعادة!

وإذا انتصر الأخضر قالوا لا تبالغ في الفرح فسنسقط غدًا!

متى ستسمحون لنا بالفرح؟

انتقدوا الأخضر..

ولكن انتقدوه بقلبٍ أخضر.