السوريون في تركيا.. الروهينغا الجدد!

جريدة الرياض
19-09-2019

مع كل اعتداء جديد على إخواننا السوريين، بمطاردتهم وقتلهم داخل المدن التركية بيد الشبيحة الأتراك.. تتردد عبارات مثل "أين العرب من أشقائهم؟" ولماذا يصمتون على المآسي التركية بحق السوريين؟!.. ولماذا لا يستقبلونهم ويحسنون معاملتهم.. أيضاً عطفاً على سوء المعاملة في بعض بلدان عربية!.

20 مليون سوري تشتتوا بعد حرب النظام عليهم، أين هم الآن؟!.. منهم من هرب إلى أطراف بلاده، والآخرون فروا للخارج طلباً للنجدة.. وبين محاصرين في خيام بالية في دول عربية، تظل الغالبية التي تقدر بـ 6 ملايين نسمة مقسمين بالتساوي بين السعودية وتركيا.. والسؤال كيف حالهم في هاتين الدولتين؟!..

ولنعد إلى تركيا وليُجِب أي عربي موغل في القومية.. هل ينكر أنهم في تركيا مطاردين يقتّلون، وخطب سياسيين تطالب بطردهم.. وحكومة تؤيد ذلك فعلياً، بعد أن استخدمتهم كورقة للضغط على أوروبا وبعد أن فشل مسعاها قلبت حياتهم، لتكون شبيهة إن لم تكن أسوأ من وضع الروهينغا في مينمار.. تلك البلاد التي بكى أردوغان ووزير خارجيته على وضع المسلمين فيها!.

في السعودية.. ولن نستشهد بالعموميات، بل بما يصدر من المنظمات الدولية وبما يشاهد على أرض الواقع.. فالسوريون معززون مكرمون منتشرون في كل مدينة وقرية يعملون ويجتهدون، ولهم كل الحقوق من تعليم وصحة وأمن؟ ناهيك أن صفة لاجئين قد توارت تماماً وأصبحت لا تنطبق عليهم في السعودية.. وحسب الأرقام الصادرة من الأمم المتحدة والجمعيات الإنسانية العالمية وما تحدث عنه من قبل مؤتمر برلين "أكتوبر 2014" بحضور مندوبين من أربعين دولة ومنظمة دولية، وتأكيد الدور الأكبر الذي عليه السعودية في مساندة اللاجئين السوريين واحتوائهم، وأقر وزير خارجية ألمانيا بذلك عبر خطابه الرئيس خلال المؤتمر، والأرقام للمنظمات المذكورة تؤكد ذلك أيضاً.

هنا الفارق.. بين من ينتصر للمسلم والعربي كما هي السعودية ومن يتزين بدموع التماسيح ويتمسح بالإسلام والأخير منه براء كما هو النظام التركي.. لذا لن تنطلي علينا ألاعيبهم هم وأذنابهم من العرب الحاقدة.. ولو كانوا أصحاب عقل لقرؤوا التاريخ، لأن تركيا كتاب مفتوح باستعباد العرب وممارسة كل الرذائل معهم عبر التاريخ وما كان أشده أثناء الحرب العالمية الأولى "سفر برلك" باختطاف شباب العرب وجعلهم دروعاً لقواتهم في الحرب العالمية الأولى.

الأهم في القول، إن الأمور تتكشف كل يوم وبأوضح مما كانت من قبل حول ضحك تركيا على "ذقون العرب" المسترزقة الحاقدة.. ومع ذلك نقول إن ما فعلته السعودية من ضمن واجباتها تجاه أشقائها، كما يؤكد دائماً أهل وقادة هذه البلاد، ولم نكن وحتى عبر هذه الأسطر نريد أن نستعيد الأرقام والأفعال، لكن ما باليد حيلة حينما يكون هناك ناعقون عرب يتصدرون القنوات، يخوضون في أمور لا يدركونها ولا يبلغون أبعادها، من فرط ضغينة تسوّد قلوبهم!.