بروتوكول ولغة الجسد

جريدة الرياض
19-09-2019

ركزت بعض وسائل الإعلام في قمة مجموعة السبع الأخيرة على لغة الجسد لرؤساء الدول المشاركين في القمة، وصف البعض تحركات وحركات الرؤساء بأنها تعبير عن الاختلافات السياسية والتجارية، وقبل القمة علقت وسائل إعلامية على لقطة يضع فيها رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون قدمه على الطاولة في لقائه بالرئيس الفرنسي، قد تكون الحركة عفوية وتتفق مع شخصية جونسون الذي وصف أحد المعلقين لغة جسده في قمة مجموعة السبع بأنه يتصرف كتلميذ مشاغب، لكن بعض المحللين اعتبر وضع القدم على الطاولة تعبيراً عن موقفه في قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، هذه الحركة أيضاً قد تعبر عن الثقة، أو التشجيع على جعل المفاوضات ودية وكسر الطابع الرسمي، ويبدو أن جونسون يشترك مع الرئيس الأميركي ترمب في أمور كثيرة منها التعامل المرن مع البروتوكول، هذا البروتوكول السياسي تقليد دولي رسمي يوصف بأنه الإتيكيت الدبلوماسي الذي يتضمن التقاليد والقواعد والإجراءات المنظمة للعلاقات الدولية، أحد تعريفاته حسب ويكيبيديا تقول: مجموعة من قواعد المجاملة الدولية الراسخة التي جعلت من السهل على الدول والشعوب العيش والعمل معاً، وقد كان دائماً من عناصر البروتوكول الاعتراف بالترتيب الهرمي لكل الحاضرين في جلسة ما.

التعريف السابق ركز على ترتيب الحضور في الجلسات والاجتماعات، لكن البروتوكول أشمل من ذلك بكثير ويتضمن تفاصيل كثيرة ودقيقة هي التي يتعرض معها البعض للإحراج كما يتبين ذلك من لغة الجسد خلال الاستقبالات الرسمية، وفي بعض الدول تقاليد دقيقة جداً تقدم من أجلها الدورات التدريبية. أتساءل أحياناً، هل سيؤثر التخفيف من هذه التقاليد على مكانة الدولة وقوتها وتاريخها وعلاقاتها الدولية؟، ألا يوجد إيجابيات في التخفيف من بعض تفاصيل البروتوكول؟.

لكل دولة تقاليدها ومراسمها الخاصة ليس في العلاقات الدولية فقط بل في تنظيم المناسبات والاحتفالات، أميركا على سبيل المثال هي من الدول التي تتبسط في أمور البروتوكول وقد يجتمع مسؤولون أميركيون يناقشون قضية من أخطر القضايا وهم يرتدون ملابس غير رسمية ويجلسون بغير ترتيب رسمي، كما أن مد القدم على الطاولة لا يمثل مشكلة بالنسبة لهم، وقد كان للرئيس ترمب مواقف طريفة مع البروتوكول أمام ملكة بريطانيا.

لا ننسى في هذا المقام بروتوكول تناول الطعام، ولدى فرنسا الخبر اليقين عن إتيكيت تناول الطعام الذي يعتبرونه أحد فنونهم، وهناك من يقول: "قل لي كيف تأكل، أقل لك من أنت"، أما في موضوع لغة الجسد فقد نصل إلى القول: "قل لي كيف تتحرك، كيف تمشي، أين تنظر، أين تضع يديك، أقل لك ما موقفك السياسي".