القفز في الظلام

جريدة الرياض
19-09-2019

هناك فئة من المتداولين الكرام، يشترون الأسهم دون أن يكونوا على بصيرة بواقع شركاتها.. يشترون بناءً على ارتفاع السهم أيّاً كان وضعه.. أو لمجرد التخمين.. أو بناءً على نصيحة صديق.. أو انسياقاً خلف توصيات الآخرين..

 شراء الأسهم سهل جداً، لكن بيعها بربح صعب.. حتى قيل من باب المبالغة والتهويل: (البورصة كجهنم الدخول فيها سهل والخروج منها مستحيل).. والذين أدمنوا مضاربات الأسهم قلما يخرجون من البورصة إلّآ مُجبرين..

ومع أن تداول الأسهم فيه خير، إلّا أن ذلك يحتاج إلى سلاح العلم والمعرفة، والإحاطة بأوضاع الشركات، ومصدر أرباحها هل هو تشغيلي مستدام، أو غير تشغيلي لا يتكرر، وكذلك مستقبلها ومدى نموها من عدمه، وبظروف الاقتصاد المحلي والعالمي، ومدى تأثير ذلك على الشركات بالسلب أو الإيجاب، مع حسن التوقيت (الشراء بهامش أمان يقل عن السعر العادل بـ 20 % على الأقل، وهذا لا يحدث إلّا في أوقات الهلع، حين تُصاب السوق بالاكتئاب، وتُداس الأسهم الجيدة بالأقدام..).

هنا يكون الإقدام على الشراء عن بصيرة ثاقبة، ومراجعة عميقة سابقة، وقدرة على اتخاذ القرار في أحلك الأوقات، هو الصواب.. 

أما الذين يشترون بشكل عشوائي، أو شُبه عشوائي، بناءً على توصية لا يُدرى عن أهدافها، أو مجرد اخضرار سهم مجهول الوضع، فهم كالذي يقفز في الظلام.