الهلال والنصر ونيشيمورا

جريدة الرياض
19-09-2019

فرض الهلال أسلوبه وفاز بخبرته وعلو كعبه الآسيوي على الاتحاد في «كلاسيكو» كان على مستوى التوقعات، وخطا «الزعيم» مجدداً خطوة نحو الوصول لمرحلة بعيدة جداً بعد بداية غير مطمئنة في هذا الموسم على مستوى الأداء، فيما كان طبيعياً أن يخسر الاتحاد، فهو على مستوى الأفراد -لا الاسم- لم يصل لمرحلة تمكنه من مواصلة المشوار في المعترك القاري.

كان سالم الدوسري مختلفاً أول من أمس، وأثبت أنه لاعب مختلف متى ما كان حاضراً وأن بإمكانه أن يحمل «الزعيم» على كتفيه في أدق اللحظات، صحيح أن الفريق الكبير لم يصل بعد لأفضل حالاته التي ينتظرها مدرجه، لكن ثمة إيحاء ظهر بأن التصاعد في الأداء ربما يقود لتحقيق لقب البطولة على عكس ما حدث حين وصل «الأزرق» لنهائي البطولة في مناسبتين وكان في أوج حضوره الفني قبل أن يخسر بطريقتين مؤلمتين.

وعلى الجانب الآخر، كانت خسارة النصر غير بعيدة عن توقعات كثيرين ذلك أن القطب العاصمي الآخر لا يملك العتاد الكافي من العناصر المحلية، وظهر أنه أقوى بكثير بحضور طاقمه الأجنبي في المسابقات المحلية، وقدم مدربه البرتغالي فيتوريا كل شيء من أجل الوصول لنصف النهائي.

غني عن القول: إن الحكم السيرلانكي ديلان بيريرا زاد الطين بلة بالأخطاء التي جددت معاناة الفرق السعودية مع التحكيم القاري وهو ما لا يفهمه إلا من تضرر من هذا التحكيم، وهنا الأمر لا يتعلق بالنصر أو الهلال، بقدر ما يتعلق بتضرر الفرق السعودية كافة، وليست كارثة الياباني نيشيمورا ببعيدة وهو الذي كان مثار احتفاء ثلة من المتعصبين بعد أن تسبب بحرمان الهلال من البطولة.

ومن يلاحظ ردة فعل هؤلاء بعد أخطاء بيريرا لا يتبادر إلى ذهنه أن من تغاضوا عن فساد الآسيوي من دون أن يعلموا وهم يشاهدون نيشيمورا ينحر الهلال واحتفلوا بهزيمة «الأزرق» قبل خمسة مواسم هم أنفسهم من يشتكي من الظلم التحكيمي القاري الآن.

لطالما ردد كثيرون أن الأمر لا يتعلق بفريق معين، بل بكل الفرق السعودية، لكن قصر النظر عند تلك الزمرة أبعدهم عن المنطق طيلة خمسة مواسم قبل أن يتجدد الموقف، وإن كان بدرجة أخف بكثير مع السيرلانكي بيريرا، فهل أدرك هؤلاء جهلهم وقصر نظرهم في مواقفهم التي لم تكن يوماً تبحث عن مصلحة الكرة السعودية ولم تتعد محيط الألوان؟