وطن الهمم والقمم

جريدة الرياض
19-09-2019

(همة السعوديين مثل جبل طويق)؛ قالها محمد بن سلمان بالصوت العالي لكل العالم، عبارة لها مدلولاتها العميقة، التي تعكس مدى همة الشعب السعودي في المجالات كافة، وتعكس ثقة القيادة في شبابها، أولئك الشباب الذين سيعيدون تعريف السعودية للعالم، عبر خارطة الطريق "رؤية 2030" التي حددت الأهداف ووضعت الأدوات، ولم يبق إلاّ العمل والوصول للهدف.

هذا يقودنا للرجوع 89 سنة للوراء، لعهد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز، الذي نقل البلاد في وقتها نقلة نوعية، وانتشلها للمجد والقمة، من قبائل متناحرة وأراضٍ مشتتة وجهود مبعثرة إلى دولة فتية تقارع كبرى دول العالم، ففي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر المرسوم الملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام وطننا الغالي، منذ ذلك الحين والمملكة العربية السعودية تحتفل بهذا اليوم من كلّ عام، وتشهد مناطقها المختلفة كافة مظاهر الاحتفال المتنوعة، وفي العام 1425هـ/ 2005م صدر الأمر السامي الكريم بأنّ الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر من كل عام سيصبح عطلة رسمية في القطاعات الوطنية كافة.

احتفالات هذا العام تسمى "احتفالات الهمة" تحت شعار (همة حتى القمة)، وستكون في جميع المناطق، وسيستمتع الناس بمجموعة متنوعة وفريدة من الأنشطة التي أعدتها هيئة الترفيه، والتي تعكس وحدة الوطن وتلاحم الشعب والقيادة، ويجب أن نستغل هذه المناسبة في الجمع بين مشاعر الفرح والاحتفال، وغرس قيم البناء والعمل الجاد، واحترام الأنظمة والمحافظة على مقدّرات الوطن ومكتسباته.

في غمرة احتفالنا باليوم الوطني لا ننسى جنودنا ورجال أمننا البواسل حرّاس الفرح الذين يذودون عن حمى الوطن، ويرعون أمنه ورخاءه، نتذكرهم وهم بعيدون عن مظاهر الاحتفال وأحضان أسرهم وأحبتهم، ليقدموا تضحياتهم كأعظم دلالة على حبّهم للوطن، في يومنا الوطني نبعث لهم برسائل الفخر ونشدّ على أيديهم وندعو الله أن يحفظهم ويرعاهم.

الوطن الذي ننشده لا يكتمل إلا بتكامل أدوارنا، سواء كنا عاملين في القطاع الحكومي من مدنيين أو عسكريين أو في القطاع الخاص، وهناك مسؤوليات عديدة تجاه وطننا ومجتمعنا وأسرنا وتجاه أنفسنا كذلك، وفي الوطن الذي ننشده سنعمل باستمرار من أجل تحقيق آمالنا وتطلعاتنا، وسنسعى إلى تحقيق المنجزات والمكتسبات التي لن تأتي إلا بتحمّل كل منا مسؤولياته.

دام عزك يا وطن.