الطريق إلى نوبل

جريدة الرياض
16-07-2019

أيها الكاتب والصحفي والإعلامي والمثقف وغيرهم من الساعين إلى نيل جائزة نوبل العالمية. لا تتعبوا أنفسكم كثيراً وتنهكوا بنات أفكاركم، فالوصول إلى هذه الجائزة لم يعد أمراً عسيراً كما تتوقعون، في ظل ما تفرزه العولمة الجديدة من نظريات وفلسفات غريبة. فعلى الرغم من أن الجائزة التي ولدت عام 1895م ضمن وصية تركها الأب الروحي للجائزة مخترع (الديناميت) ألفريد نوبل عندما أحس بتأنيب الضمير جراء اختراعه لهذا السلاح المدمر.

هذه الجائزة حصل عليها عدد كبير من المفكرين وقادة الدول وبعض المثقفين في إطار مقاييس تدور حولها شبهات تصل إلى حد اتهام القائمين عليها بأنهم ليسوا حياديين وأن من نالها قدموا أفكاراً تخدماً أجندتها الخفية.

لكن السؤال هو: كيف أصبح الوصول إلى نوبل بهذه السهولة؟

قد يبدو سؤالاً كوميدياً أو نوعاً من الفانتازيا لكن الأمر جدي، وأسهل ربما من احتساء كوب من الشاي؛ إذ يكفي في عالم اليوم الذي نعيش تناقضاته العجيبة أن تكون شاذ التفكير، أو مخالفاً لمصالح أمتك ووطنك وهويتك وانتمائك لتتهافت عليك وسائل الإعلام المغرضة، وتحملك معززاً مكرماً إلى "حلم نوبل"؛ وإلا لما حصلت اليمنية توكل كرمان المتهمة بالانحياز لفئة معينة على حساب أخرى، ويتهمها شعبها بأنها أول من قاد شرارة الفتنة والتفرقة والعنصرية والمذهبية والطائفية، والوقوف مع ميليشيات الحوثي المجرمة المتطرفة التي أسقطت الشرعية واستولت على السلطة بقوة السلاح. هذه السيدة تشتم المملكة والإمارات ليل نهار، ومع أنها اختارت الوقوف مع فئة ضالة لارتقاء سلم نوبل إلا أن البعض في أيامنا هذه وجد على ما يبدو سبلاً أخرى للوصول إلى الجائزة تكمن في التنكر للأخلاق والقيم الإنسانية والدينية للوصول إليها.

من المؤسف أن تتزايد في عالمنا الأصوات الشاذة التي اكتشف أصحابها اللعبة في دهاليز وخفايا جائزة نوبل وهي أن تخلع رداء الأخلاق والمبادئ وتصرخ معلناً فجورك أمام الملأ لتبدو مفكراً لامعاً أمسك بناصية التحرر والعلم.

إن ما يجري في عالمنا الحالي يذكر بالمثل القائل: "إذا لم تستحِ فافعل ما شئت؛ فهذا السائد اليوم وهو المطلوب".

  • المدير الإقليمي للصحيفة باﻹمارات