المعلم وسلم الرواتب الجديد

جريدة الرياض
15-07-2019

أَعلِمتَ أشرفَ أو أجلّ من الذي

يبني وينشئ أنفساً وعقولاً!

نعم إنه المعلم محور العملية التعليمية، لن تنهض الأمة إلا بمعلم مميز قادر على نقل العلم من الكتب إلى العقول مع تربية على القيم والأخلاق وأن يكون قدوة حسنة يؤمن بأن لديه رسالة سامية، وبلا شك فإن مستوى التعليم قد انخفض بسبب مستويات (بعض) المعلمين التي لا ترقى قدراتهم إلى المستوى المأمول الذي يساهم في إخراج جيل قادر على التفكير والإبداع على الرغم من حصولهم على أجور عالية أعلى بكثير من الوظائف الحكومية الأخرى، وهذا تسبب في تدفق الكثير من الباحثين عن الحوافز المادية فقط ولا يوجد لديهم أي أهداف تربوية، وربما يكون البعض غير محب لوظيفة المعلم ما يجعل سلوكه ينعكس سلباً على الطلبة، تبنت الدولة هدف تطوير وتحفيز المعلم لكي يتواكب مع عملية إصلاح التعليم التي قطعت شوطاً كبيراً فيها وباتت جاهزة للتنفيذ وتم إقرار لائحة الوظائف التعليمية التي تهدف إلى تحويل التعليم من وظيفة إلى «مهنة احترافية «وإقرار حوافز أخرى تم ربطها بالعلاوة السنوية للمبدعين والمميزين من المعلمين والمعلمات ومن أبرز التعديلات التمييز بين المعلم الجاد الباحث عن تطوير أدائه وبين المعلم الذي يقوم بجهد أقل ويحصل على مزايا تساوي أو تزيد على المعلم المجتهد، النقطة الأبرز في اللائحة الجديدة هي وضع المعلم الجديد تحت التجربة لمدة عامين دراسيين حتى تثبت صلاحيته للتعليم، كما أن اللائحة الجديدة سوف تحافظ على الرواتب الحالية مع منح المميزين فرصة للارتقاء إلى مستويات متقدمة، أيضاً تساهم اللائحة الجديدة في تحقيق مرتكزات برنامج التحول الوطني، المزايا المالية في سلم الرواتب الجديد أفضل من السلم السابق حيث إن الحد الأعلى للرواتب ارتفع في اللائحة الجديدة إلى 25 ألف ريال، وكذلك العلاوة السنوية ارتفعت في بعض المستويات ولو أني كنت أتمنى أن يكون هنالك حد أدنى للراتب وحد أعلى وأن يتم إلغاء العلاوة السنوية المحددة لكل مستوى وإبدالها بعلاوة متغيرة بنسبة مئوية من الراتب تُمنح بناء على منحنى الأداء الوظيفي لكل معلم وهذا محفز للمعلم بأن يسعى إلى أن يكون في أعلى المنحنى، المزايا في اللائحة الجديدة أكثر من جيدة، ومن الإجحاف الحكم عليها قبل صدور اللائحة التنفيذية التي سوف تفسر الكثير مما أشكل على المعلمين، كذلك إقرار الأدوات التي سوف يتم الاعتماد عليها في تقويم المعلم، ولكن يجب أن تكون هنالك قناة تواصل بين المعلم والوزارة لكي يتم إيصال ملحوظات المعلمين ومقترحاتهم والأضرار التي قد تلحق بالبعض منهم.. من تلك الملحوظات الجديرة بالاهتمام هو عدم تمييز حملة الماجستير والدكتوراه بوضعهم في السلم الجديد على وظيفة معلم ممارس مما قد يحرمهم من العلاوة السنوية التي قد تتوقف إذا لم تتم ترقيتهم إلى رتبة أعلى وكانت العلاوة في السلم القديم تستمر حتى بعد تجاوز الحد الأعلى، أيضاً المكافأة التي يحصل عليها قائد المدرسة والمشرف التربوي لا تتجاوز 800 ريال وهي لا تتناسب مع المهام العظيمة التي يقومون بها، أما ما يخص الرخصة المهنية يرى بعض المعلمين وخصوصاً من لديه خبرة تتجاوز 20 سنة بأن ذلك إجحاف بحقهم ويرون أن تقييم الخبرة والشهادات العلمية كافية بأن تمنحه الرخصة المهنية.