السينما في السعودية قبل المنع وبعده!

جريدة الرياض
14-07-2019

في الرياض تحتاج لتخطيط مبكر لكي تحضر فيلماً سينمائياً، أمر طبيعي في عاصمة يعشق سكانها الأفلام السينمائية وقاعات العروض قليلة، مع التذكير أننا مازلنا في مرحلة البدايات الأولى للسماح الرسمي بالسينما بالسعودية.

ولكن ما الذي تغير قبل وبعد هذا القرار، الكثيرون ممن كان ضد السينما بالسعودية من غير أصحاب الرأي الشرعي، كانوا يعتبرون أننا لم نعد للسينما بالسعودية، كون عشاق هذا الفن استطاعوا أن يتكيفوا مع المنع والمقتدر منهم أوجد لنفسه مكاناً بتقنيات سينمائية وعوض غياب دور السينما بصالة خاصة بمنزله، وأصحاب هذه الرؤية تفكيرهم لا يتعدى كون السينما مجرد شاشة عرض ضخمة بمؤثرات صوتية، وهذا التفكير استعان به الكثيرون ولم يقفوا عند هذا الحد بتفكيرهم المخالف، أن من يريد السينما بالسعودية له الخيار أن يسافر ليشاهد الأفلام!

الزحام الذي تشاهده عند قاعات السينما وتواجد العديد من السعوديين والسعوديات الذين فتحت لهم الفرص الوظيفية الجيدة بهذا المجال، وتوافد العائلات مع بعضهم للاجتماع حول شاشة واحدة وفيلم واحد يأخذهم لآفاق ثقافية مختلفة، والمتعة التي يجدونها، تثبت أن السينما ليست مجرد شاشة، وأن حرماننا من هذا الفن العظيم خلال العقود الماضية كان قراراً غير صائب ومثيراً للجدل والاستفهام بالفعل، وهنا لسنا في مكان لتقليب الماضي، ولكن لا بد من الاستفادة من هذا الإقبال بتطوير هذا الاستثمار المهم وأن لا يقتصر ذلك على القطاع الخاص فقط، بل لابد أن يكون هناك تكاتف وعمل مستقبلي ما بين وزارتي الثقافة وهيئة المرئي والمسموع، لأننا أمام استثمار بالمحتوى بالمقام الأول من خلال خلق بيئة جديدة ومنظمة تدعم العمل السينمائي السعودي وتجعله يشارك وباقتدار الثقافات العالمية المختلفة، دون اعتمادنا لاجتهادات شبابية قد يكون تأثيرها إذا نجحت محدوداً وعلى مدى قصير جداً.

نحتاج أن نفتح المجال لابتعاث الشباب والشابات السعوديين لدراسة الإخراج والتقنيات السينمائية، الأمر لا يقتصر على ضرورة وجود ممثل أو ممثلة سعوديين ولكن نحتاج أن تكون الرؤية والمحتوى بالبداية بشخصية سعودية، وبالتدريج سنجد الكوادر السينمائية القادرة تمثيلياً لكسب القبول والانتشار محلياً وعالمياً، خصوصاً أن نرتكز على موروث ثقافي مدهش ومتنوع، قد يجذب العالم حولنا، وأن نكون مختلفين، فالفيلم السينمائي الذي ننشده ليس بالضرورة أن يكون كأفلام الأكشن الأميركية أو بعض أفلام الكوميديا العربية، نحتاج لأعمال تعطي صورة حقيقة عن مجتمعنا، عن موروثنا عن فنوننا، عن ماضينا ومستقبلنا الجميل، من المخجل أننا فقراء بالسينما وبإبراز الجمال الذي ننعم به، فالنظرة لنا للأسف لازالت مجرد برميل نفط وجمل وبدوي بالصحراء، وهذه حقيقة نفتخر بها ولكنها ليست نحن بالصورة الحقيقية.