رجال ودعوا عالم النساء

جريدة الرياض
14-07-2019

هل سمعت بمصطلح MGTOW؟

إنها كلمة بدأت تنتشر في بعض الأوساط الغربية وخاصة الأميركية، اختصار لعبارة Men Going Their Own Way أي رجال يمضون في طريقهم الخاص، وتقصد فئة اجتماعية صغيرة بدأت تتوسع، مبدؤها أن أعضاءها رجال أبغضوا المرأة لعدة أسباب، وعزموا أن يمضوا في حياتهم دون أي امرأة، تبرؤوا تماماً من الجنس الآخر، وأسسوا مجتمعاً انترنتياً يتداولون فيه تجاربهم، وهي قصص أتت من آلام، فالقانون الأميركي متحيز بشدة للمرأة ولا يمانع من ظلم الرجل لإرضائها.

أشياء كهذه تحصل كثيراً على ما فيها من ظلم شنيع، وإضافة إلى الظلم القضائي فالظلم الاجتماعي منتشر، ولعلك سمعت بحركة Me Too التي انتشرت هناك وهي اختصار لأنا أيضاً أتاني تحرش أو اغتصاب، وبدأت لما اتهمت امرأة منتج أفلام شهير بالتحرش، وهذا فتح الباب لعدد هائل من الاتهامات لمشاهير كالممثل كيفن سبيسي والمذيع مات لاور والفكاهي لوي سي كيه وغيرهم، وبينما هذه الاتهامات بعضها صحيح لكن بعضها مكذوب، منها أن الفكاهي عزيز أنصاري أتاه اتهام شوه سمعته وأضره مهنياً، والاتهام لم يأتِ عبر القضاء وإنما لأن مجهولة اتهمته في موقع إنترنت فضائحي تافه! وكان هذا كافياً لينقلب عليه الكثير من الناس بلا أدنى دليل.

لما كثرت هذه الحوادث ظهرت حركة MGTOW كردة فعل، فهذا يروي قصة زوجته التي طلقته رغم أنها هي المخطئة ونَسَفَه القضاء مالياً بالنفقات والتكاليف، وذاك أتاه منهن غش وخداع، وثالث يكرر العبارة الشهيرة لديهم "كل النساء هكذا" كلما حصلت قصة أضرت فيها امرأة رجلاً، ويتمحور مجتمعهم - غير تناقل قصص ظلم وخداع النساء لهم - على الاستمتاع بالحياة دون امرأة، بالسفر، بالتأمل، بالإنجاز، بتطوير الذات، بالسياحة في الطبيعة العذراء، باكتساب درجات أعلى من الوعي.

لكل فعل ردة فعل، هذه من ردود الفعل الاجتماعية الظريفة في هذا العصر.