الدمج ليس حلاً!

جريدة الرياض
14-07-2019

اللاعبون السعوديون المسجلون في كشوف اتحاد كرة القدم عددهم 17 ألف لاعب تقريباً، وهو رقم صغير جداً مقارنة بالدول الغربية التي تعج سجلات اتحاداتها بملايين اللاعبين المسجلين، ويكفي أن نشير إلى أن عدد المسجلين في ألمانيا يتجاوز ستة ملايين لاعب. ورفع عدد اللاعبين الممارسين لكرة القدم في المملكة والمسجلين في سجلات اتحاد الكرة، كان ولا يزال هدفا وهاجسا لكل رئيس يرأس اتحاد كرة القدم السعودي، حيث إن كل رئيس مرشح يتحدث عن هذه النقطة، وإنهم كمجلس سيسعون إلى زيادة عدد اللاعبين المسجلين، ولعل أكثر رئيس وعد وبالأرقام هو أحمد عيد، الذي وعد في حملته الانتخابية بأنهم كمجلس سيسعون إلى زيادة عدد اللاعبين المسجلين في كشوف اتحاد كرة القدم إلى 50 ألف لاعب بحلول عام 2016 و150 ألف لاعب بحلول عام 2020، لكنها أهداف لم تتحقق ولن تحقق إلا إذا كانت هناك رؤية واضحة واستراتيجية متفق عليها من اتحاد الكرة وهيئة الرياضة؛ لأن الواضح أن هناك اختلافا في الأهداف، ففي الوقت الذي يهتم فيه اتحاد الكرة بهذه المسألة، ويسعى إلى زيادة عدد اللاعبين، نجد أن الهيئة تحاول أن تقلص عدد الأندية الرياضية عبر الدمج والإلغاء، كما نسمع من بعض الأخبار الصحافية، وكما أعلن رئيس الهيئة السابق أنهم يدرسون فكرة التقليص والدمج!! وهذا أمر يتقاطع مع موضوع زيادة عدد اللاعبين المسجلين في اتحاد الكرة، حيث إن تقليص الأندية سيقلص حتماً عدد اللاعبين، في حين أن الزيادة ستزيد من العدد. ولا شك أن اتحاد الكرة يستطيع زيادة عدد اللاعبين، لكن بنسبة ضئيلة جداً، وذلك عبر التعديل والتطوير في المسابقات، وبالتالي زيادة عدد المسجلين في الأندية، لكن الاتحاد لن يستطيع بلوغ الزيادات الكبرى، التي يطمح لها دون دعم هيئة الرياضة، التي ينبغي لها أن تعيد النظر في مسألة إنشاء أندية جديدة في المحافظات والمراكز لتكون جاذبة للشباب، وتساعد على تأهيلهم وتطويرهم لما يخدم الرياضة السعودية عموما. والأندية السعودية - كما نعلم - لا يتجاوز عددها 170 ناديا، وهذا رقم ضئيل على بلد مثل السعودية، وزيادتها إلى 1000 ناد على الأقل هو مطلب ملح؛ لأنه سيزيد من عدد الممارسين ليس في كرة القدم فحسب بل في جميع الألعاب، كما أنه سيجعل للأندية الجديدة دور مهم ومؤثر تأثيراً إيجابياً في الجوانب الاقتصادية والترفيهية والصحية، بشرط أن يتم تفعيل تلك الأندية وإدارتها بشكل صحيح واحترافي. أختم بأن هناك أخبارا غير مؤكدة عن التفكير في دمج نادي الرياض مع أندية أخرى في العاصمة، وهذا إن حدث فسيكون خطأ كبيرا جداً.