محمد بن سلمان في قمة الـ20.. صورة مشرّفة للسعودية الجديدة

جريدة الرياض
14-07-2019

نموذج محمد بن سلمان يدعونا إلى التفاؤل أكثر مما مضى، ويعمق من ثقتنا في غدنا ومستقبلنا؛ لأننا أمام نموذج الحلم السعودي الحديث، الذي أطلقه من الداخل عبر رؤية 2030 الاستراتيجية، التي تعتبر أعمق ثورة اقتصادية واجتماعية وثقافية..

الظهور السعودي الأبرز في قمة مجموعة العشرين الأخيرة، يضعنا كسعوديين أولاً، أمام ملمح جديد ـ وربما متفوق على ذاته ـ في طريقة إدارة الدبلوماسية السعودية دولياً، بما يؤكد الحضور الفاعل والمؤثر، لا مجرد المشاركة والتقاط الصور التذكارية.

كلنا تابعنا ـ وعلى الهواء مباشرة ـ كيف استطاع الأمير الشهم والنبيل محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أن يرسم الصورة "الكاريزمية" الأكثر تأثيراً ربما في العقدين الأخيرين، ليس من مجرد لقاءاته مع قادة العالم، وتوطيد علاقات الصداقة، وتبني محاور القوة المتبادلة، ولكن من منطلق أنه بات "رمزاً" إشعاعياً وملهما حقيقياً لكثير من شباب الوطن، ومقدرتهم الفائقة على استشراف نقاط القوة الاستراتيجية سعودياً، والمتجذرة تاريخياً واقتصادياً وسياسياً، لتكون عنصر دفعٍ للأمام ضمن منظومة السعودية الجديدة.. ولهذا لم يكن غريباً أبداً أن تكون استضافة المملكة قمة قادة مجموعة العشرين المقبلة، حجر ثقة إضافيا في رصيد الجدار السعودي الصلب والرصين والأمين معاً.

ما يزيد من هذه الثقة، أن تلك القمة التي مثلت فيها المملكة كل العرب، تجاوزت كل الحملات الضارية مدفوعة الثمن من قبل عملاء إقليميين ودوليين، وأكدت أن "واثق الخطوة يمشي ملكاً" تاركاً للصغار ـ والصغار جداً ـ مهمة البحث عن لقطة في الصورة أو إشاعة الأوهام الفارغة و"فبركة" المزاعم الجوفاء.

ما لم ـ ولن ـ يفهمه هؤلاء، أن هذا الحضور متبوعاً بمثل هذه الحفاوة البالغة لرمز المملكة الشاب، إنما هو إقرار دولي واعتراف بمجمل خطوات الإدارة السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، وما تحقق على إثرها من نتائج ملموسة في جميع المجالات داخلياً وخارجياً.

من مقولة "شرف لي أن ألتقي ولي العهد السعودي، والأمير محمد بن سلمان صديق وقد فعل الكثير لبلاده"، التي أطلقها رئيس القوة الكبرى على وجه الأرض، الرئيس الأميركي دونالد ترمب.. إلى وصف وزارة الخارجية الهندية لسمو ولي العهد بأنه "شريك لا يقدر بثمن"، مروراً بباقي لقاءاته مع قادة العالم وردود الأفعال الودية، التي جسدتها مثلاً  المصافحة الحارة غير الاعتيادية من الرئيس الروسي بوتين لسموه، والتي عكست كلها مدى التقدير للمملكة ودورها المؤثر في السياسة والاقتصاد العالميين، وبما يجسد بوضوح لا لبس أو تشكيك فيه مكانة المملكة وثقلها الهائل على خريطة العالم.

في الواقع، فإن نموذج محمد بن سلمان يدعونا إلى التفاؤل أكثر مما مضى، ويعمق من ثقتنا في غدنا ومستقبلنا؛ لأننا أمام نموذج الحلم السعودي الحديث، الذي أطلقه من الداخل عبر رؤية 2030 الاستراتيجية، التي تعتبر أعمق ثورة اقتصادية واجتماعية وثقافية، سيكون لها بالتالي مردودها الشامل محورياً ومعنوياً، إضافة إلى فاعليتها نحو اكتساب مزيد من القوة والتأثير إقليمياً ودولياً.

‬ في الواقع أيضاً، فإن ما رأيناه في تلك القمة (قمة العشرين الأخيرة) من لقاءات واجتماعات وكلمات، يعني أن المملكة اليوم، برمزها الشاب، الابن الوفي لمدرسة الأب والقائد سلمان بن عبدالعزيز، تعلن نفسها بشكل مغاير تماماً، تواجه فيه بإمكاناتها الكبيرة كثيرا من التحديات، خاصة ما يتعلق بالإرهاب والتطرف، وتشارك العالم همومه في إدارة ملفات عديدة، سواء على المستوى العربي أو الإقليمي أو الدولي، وعلى رأسها المشروع الإيراني التوسعي الخطر في أكثر من مكان، مثلما تحافظ على أمن واستقرار المنطقة والإقليم وبالتالي العالم أيضاً، بمثل ما تحافظ على استقرار اقتصاد هذا العالم، وأمنه ومصالحه، وكونها الوحيدة عربياً من بين أهم 20 اقتصادا على وجه الكرة الأرضية، إنما هو خير تمثيل وتشريف.

المملكة ماضية في رؤيتها وفي إنجازاتها العملاقة والمتعملقة، رصيدها الأكبر في ذلك هو بالأساس ثقة ووفاء شعبها، ورمزها هو قيادتها المخلصة، وهدفها هو خلاص هذا العالم من الشرور والأطماع والأحقاد، ومشاركة كل البشرية حلم البقاء الآمن والمستقر والرخاء لكل الشعوب.. وهذا بالذات ما لا يعرفه صغار المنطقة والإقليم.