عمل المرأة وتنوع المهام

جريدة الرياض
24-05-2019

عمل المرأة في الأسواق أو في غيرها من مواقع العمل لا يختلف عن عمل الرجل من حيث الالتزام بمهام العمل. لا أرى مشكلة أن تقوم الموظفة في محل تجاري بتنظيف واجهة المحل إذا كان هذا في إطار مهام الوظيفة التي وافقت عليها أو بمبادرة منها، هذا ما أشاهده في الأسواق في معظم الدول، ولست أصنف هذه المهمة في منطقة العيب، أما إذا كان المشرف أو المدير -مهما كانت جنسيته- يستغل سلطته للإهانة أو السخرية فهنا أتوقف وأقول (لا) هذا سلوك مرفوض ويتنافى مع أخلاقيات العمل ويستحق العقاب وهذا ما حدث، في المقابل أشاهد أحيانا في بعض المؤسسات أن المدير يشارك الموظفين في أداء مهام ليست من اختصاصه، هذا سلوك رائع ودعم معنوي وتعزيز لثقافة العمل بروح الفريق.

هذه الروح نلاحظها على سبيل المثال في بيئة الفنادق حيث تجد الموظف في الاستقبال ثم تجده في وقت آخر يخدمك في المطعم، أو في النادي الرياضي. وبهذا يكتسب الموظف الجاد الذي يستمتع بتنوع المهام خبرة تنقله من موظف مبتدئ إلى مشرف أو مدير، وفي بعض الحالات مدير للفندق.

هذا الكلام يقال للمرأة والرجل، فرص عمل المرأة في المملكة كانت محدودة أما الآن فهي متنوعة، توسعت فرص العمل للمرأة فأثبتت ثقتها بنفسها وقدرتها على النجاح، وأبدت شغفا وجدية وحرصا على التطور وإثبات الذات، هناك حالات قد لا ينطبق عليها هذه الانطباعات الإيجابية، ولكن الحالات النادرة هي حالات نلاحظها في عمل المرأة وعمل الرجل. ومن هذه الملحوظات حاجة بعض الموظفات خاصة ممن يتعاملن بشكل مباشر مع الجمهور إلى مزيد من التدريب في مهارات الاتصال، وحاجة بعضهن إلى التركيز على العمل وعدم تضييع الوقت في السوالف أو الهاتف الجوال.

الحديث عن تنوع المهام يقودنا إلى عبارة مطاطية تكون في العادة الفقرة الأخيرة في قائمة المهام، وهي تنص على ما يلي: أية مهام يكلف بها الموظف. هذه العبارة تحتاج إلى إعادة نظر أو إعادة صياغة حتى لا تستغل في القيام بمهام بعيدة جدا عن طبيعة العمل، أو تتنافى مع واجبات الوظيفة أو أخلاقياتها.

هذا الموضوع لا يختص بالمرأة دون الرجل، هناك موظف يكتفي بأداء الحد الأدنى من المهام، وهناك موظف جيد يؤدي كافة المهام المكلف بها، وهناك الموظف المميز الذي يبادر، ويحل المشكلات، ويتقبل المهام الإضافية، ويستمتع بالعمل الجماعي، ويمتلك اتجاهات إيجابية، ويتعامل مع ظروف العمل ومع الآخرين بمبدأ التفكير الايجابي، الموظف المميز يتمتع بالثقة بنفسه وثقة الآخرين وهو في الغالب من يحقق النجاح في مسيرته المهنية، إذا تحدثنا عن المرأة نجدها تفاعلت إيجابيا مع فرص العمل، انطلقت بكل ثقة في ميادين العمل المختلفة، كلها أعمال شريفة بما في ذلك تنظيف المحل الذي تعمل فيه سواء كان من ضمن مهامها أو بمبادرة منها. وحين شاهدت بعضهن يقمن بذلك في أحد المراكز التجارية شعرت بالإعجاب، وهو نفس الشعور الذي شعرت به حين أشاهد الشباب والشابات في دول أخرى يعملون في مجالات مختلفة منها مجال النظافة من أجل توفير الرسوم الدراسية.