قمة تحتضن قمماً

جريدة الرياض
24-05-2019

وطننا -ولله الحمد والمنة- قمة في السياسة.. الاقتصاد والنمو الذكي المتسارع باتجاه المستقبل، حقائق لا ينكرها إلا من لم يستطع بلوغ مستواها، نعيشها ونلمسها بل ويعرفها القاصي والداني، هذا الوطن الغالي يستضيف في الأيام المقبلة ثلاث قمم خليجية.. عربية وإسلامية، كل واحدة من هذه القمم لها أهميتها، فالقمة الخليجية تعقد في ظرف تتعرض فيه المنطقة إلى تهديدات مستمرة من إيران، سواء بشكل مباشر أو عن طريق وكلائها، مما يهدد أمن واستقرار الدول الخليجية ويعيق دوران عجلة التنمية الشاملة التي نحن بصددها، فكان لا بد أن تكون هناك قمة ينتج عنها موقف خليجي موحد، باستثناء قطر، موقف يتعامل مع التمادي الإيراني بحزم ويردها إلى حجمها الطبيعي بعيداً عن أوهام الانتشار والسيطرة على محيطها الجغرافي، وأحلام إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية البائدة التي لم يستطع الفرس عبر قرون طويلة من الزمن نسيان أن نهايتهم كانت على أيدي الجيش العربي الإسلامي الذي كانوا ينظرون إليه نظرة تعالٍ من قبل الإمبراطورية الفارسية، نفس الأمر ينطبق على القمة العربية التي لن تخلو أجندتها من التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن العربي، ومحاولاتها المستمرة في تقويض الأمن القومي العربي وبناء إمبراطوريتها الجديدة على أنقاضه عبر أدواتها في الدول العربية التي باعت انتماءها من أجل إرضاء سادتها في طهران، وأملاً في الحصول على سلطة غير شرعية لا يمكن بأي حال من الأحوال قبولها أو التعامل معها، أما القمة الإسلامية فهي تنعقد من أجل مناقشة القضايا الإسلامية سواء السياسية أو الاقتصادية أو التنموية والسبل الممكنة لتعزيز التضامن الإسلامي الذي انطلق من المملكة وما زالت هي الراعي الأول له.

كل قمة من القمم الثلاث تحتاج إلى وقت من أجل استضافتها والتحضير لها، ولكن هذه هي بلادنا دائماً ما تتصدى إلى المهمات الكبار التي هي أهل لها، فهي قمة حقيقية بقيمها وتحملها لمسؤولياتها مهما كان حجم تلك المسؤوليات.