أخلاقنا في رمضان

جريدة الرياض
20-05-2019

كنت في المطعم أنتظر الطلب قبل السحور في مكان مزدحم، ورأيت الأعاجيب من سوء الخلق في فترة قصيرة، فأحدهم يقول للعامل: "يا ولد"، وهناك من أتاه طلبه فانتزعه بغلظة من يد العامل وأكل منه قطعة ثم رماه عليه بوقاحة وقال: "هذا بارد، أعطني جديداً"، وآخر يأتيه العامل ليقول له بلطف أن الطلب قادم فيصيح به بفظاظة: "يله بسرعة".

ماذا تتوقع سيكون تفكير هؤلاء العمال عن الإسلام ورمضان بعد مواقف مستمرة كهذه؟ هل ستكون إيجابية؟ هل سيعتقدون أن المسلمين هم أهل أخلاق وشهامة؟ لو أنك أنت ذهبت للعمل في دولة أخرى لها دين وحضارة مختلفة، ورأيتَ وقاحة الناس أكثر شيء في شهر ديني مقدس لديهم فماذا ستعتقد؟ وحتى وقت الصوم تجد العصبية والفظاظة في بعض الناس وعذرهم أنهم صائمون!

الأخلاق مهمة في دول كثيرة وهي أعمدة حضارات كاملة، فلو ذهبتَ لبريطانيا مثلاً فالويل لك لو حاولت أن تتخطى الطابور، فانتظام الناس في صف واحد مرتب -سواء في المطار أو المقهى أو المستشفى- من أشهر الأخلاق الإنجليزية. الالتزام بالوقت خلق جوهري في الحضارة اليابانية وتأخرّك على الياباني إساءة له. كلمات "شكراً" و"عذراً" و"من فضلك" جزء لا يتجزأ من ثقافة الكندي وشعوب أخرى كثيرة.

إن أمماً كاملة أسلمت فقط لأنها رأت أخلاق المسلمين مثل ماليزيا وأكبر دولة إسلامية إندونيسيا. هل الإسلام كان سينتشر هناك لو أنهم لم يروا إلا الغلظة والوقاحة في المسلمين؟ بل إن الأخلاق من أهميتها أبرز ما حرّص عليه الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: "مَن لم يَدَعْ قول الزُّور والعملَ به والجهلَ، فليس للهِ حاجةٌ أن يَدَعَ طعامه وشرابه". ليفكر فيه من تسوء أخلاقه في رمضان!